لندن: إذا كان مستقبل القائد هاري كاين مع فريقه توتنهام الإنكليزي قد استحوذ العناوين هذا الصيف، قد يتحدّد مستقبل حارس مرماه الفرنسي هوغو لوريس قريباً، بعد مكوثه نحو عشر سنوات مع "سبيرز" الذي يلتقي رين الفرنسي في باكورة نسخ المسابقة الجديدة "كونفرنس ليغ".
بعمر الرابعة والثلاثين، لا يزال حارس مرمى منتخب فرنسا بطل العالم، يقدّم مستوى مرموقاً ولا مؤشّرات حول تراجعه في وقت قريب.
يقول الأميركي براد فريدل الذي سبقه في حراسة مرمى توتنهام "ثباته رائع. آمل أن يحافظ على صحة جيّدة كي لا يضطر توتنهام للبحث عن حارس آخر في غضون أربع أو خمس أو ست سنوات".
لكن قبل أشهر من انتهاء عقده في حزيران/يونيو 2022، تأخرّت مفاوضات التمديد، في وقت أثار قدوم الحارس الإيطالي بيار لويجي غوليني معاراً من أتالانتا التكهّنات.
أصبح لوريس ثاني أقدم لاعب في توتنهام بعد كاين، أخيراً، أكثر لاعب خوضاً للمباريات مع توتنهام في البريميرليغ (302).
غير مقدّر كفاية
خلال عشر سنوات في شمال العاصمة لندن، عرف لوريس كل شيئ مع توتنهام... باستثناء حصد الألقاب. لكنه عوّض مع منتخب بلاده محرزاً لقب كأس العالم 2018، خلافاً للهدّاف كاين الذي خسر نهائي النسخة الأخيرة من كأس أمم أوروبا أمام إيطاليا.
عند وصوله، كان الفريق تحت إشراف المدرّب البرتغالي أندريه فياش بواش الذي رفض منحه مركزاً أساسياً برغم إنفاق 14 مليون يورو من أجل ضمّه من ليون عام 2012.
كان توتنهام آنذاك فريقاً طموحاً يعاني لمنافسة الكبار على اللّقب أو حتى ضمان مركز مؤهّل لدوري أبطال أوروبا.
لكن كل شيء تغيّر مع قدوم الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عام 2014، فمنح شارة القائد للوريس، على حساب كاين، بدءاً من العام 2015.
عاش النادي مع حارسه القائد ثلاثة مواسم استثنائية بين 2015 و2018. أنهى الدوري بين الثلاثة الأوائل وكان دفاعه الأقوى مرتين في الدوري، كما خاض نهائي دوري أبطال أوروبا في العام التالي (2019) حيث خسر أمام مواطنه ليفربول.
في تلك الفترة، حصد لوريس لقب المونديال مع بلاده، ليصبح بين أبرز الحراس العالميين.
يعتقد لاعب سبيرز السابق دارين أندرتون أنّ لوريس "ليس مقدّراً كفاية وهذا محبط".
انطلاقة جديدة؟
تابع أندرتون "كان رائعاً في بعض الفترات تحت إشراف بوكيتينو. كانت فترة تألّق فيها كثيراً كاين وديلي (آلي) وباقي النجوم. مرّت صداته وألقابه كأفضل لاعب في المباريات مرور الكرام".
لكن بعض هفواته، وخصوصاً في المباريات الكبرى، أثّرت على سمعته في إنكلترا.
إصابته القوية في كوعه الأيسر في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بالإضافة إلى تراجع توتنهام بعد رحيل بوكيتينو تحت إشراف البرتغالي جوزيه مورينيو، أوحى بأنّ أيامه الذهبية قد انتهت، برغم ثبات مستوياته مقارنة مع زملائه في الفريق الأبيض.
انطلاقة جيدة هذا الموسم في الدوري المحلّي مع ثلاثة انتصارات قبل السقوط أمام كريستال بالاس صفر-3، تحت إشراف المدرّب الجديد البرتغالي نونو إشبيريتو سانتو، قد تعطي انطلاقة جديدة لحارس نيس وليون السابق مع نادٍ بقي وفياً له برغم العروض.
لكن المدرّب البرتغالي رفض مطلع الموسم الحديث عن تمديد محتمل للوريس.
خصوصيّة سوق الإنتقالات لدى حراس المرمى، قد تدفع لوريس لاتخاذ قرار سريع، لكن تأدية جيدة مع توتنهام قد تمنحه مروحة أوسع من الخيارات.