: آخر تحديث

النظام يستدعي داعش لقمع الثورة الإيرانية

71
72
65

أعلن ما قيل أنه تنظيم لـ داعش مسؤوليته عن الحادث الإرهابي في مرقد شاه جراغ، والشعب الإيراني  ينفي صحة ذلك الإعلان، وصدق الشعب الإيراني، وفي الإعلان مخاطر تتهدد الثورة والثوار

حادث إرهابي دموي يهز مدينة شيراز ويخلف حسب الإحصائيات أكثر من 15 قتيلا و27 جريحا في مرقد شاه جراغ، وأيا كان فاعله فهو عمل إرهابي جبان لا تقوم به إلا جهة إجرامية بمعنى الكلمة، وهذا ما يجعلنا نبحث بالموضوع لتحليله فالمستهدف بعد شاه جراغ هم الثوار الذين أوجعوا النظام ويهددون وجوده منذ أكثر من شهر ونصف ولا زال تزال الثورة مستمرة على وتيرة واحدة محتدة.

الإعتداء على المراقد ليس بجديد على النظام الإيراني فقد سبق أن حدث ذلك في عقد التسعينيات من القرن الميلادي الماضي، وحينها لم تكن هناك ثورة ولا مظاهرات فألصقوا التهمة بمنظمة مجاهدي خلق التي نفت التهمة على الفور وقالت مثلنا لا يفعل ذلك وشعبنا يثق بنا، كما حدث ذلك في العراق الخاضع تحت حكم سلطان طهران والصقت التهمة بالتكفيريين كذريعة وكانت الدوافع سياسية للسيطرة منطقتي سامراء وصلاح الدين بالميلشيات التابعة لإيران بحجة حماية المراقد، ولما تصاعد الحراك السياسي في المناطق السنية بالعراق قالوا إنها أنشطة قوىً تكفيرية، ويترتب على هذا القول تخطيط وتدبير، وتلى ذلك بالفعل تسليم محافظة نينوى ثالث أهم المحافظات العراقية تم تسليمها بجيشها الكبير وميزانيتها العالية وتراثها وتاريخها العريق لما يسمى بـ  (داعش) تنظيم الدولة وبعدها توالى سقوط المناطق الغربية والشمالية بيد تنظيم الدولة وكان القصد إذلال وتركيع السُنة في العراق وإخضاعهم لحكم سلطان طهران ملا علي، وضاع العراق المنكوب وشعبها بعدها صريعا بين الجمهورية وتنظيم الدولة وحاشى مفهومي مفهومي الجمهورية والدولة أن يكونا بمنطق ونهج العصابات.

بالعودة إلى مرقد شاه جراغ ونتساءل كيف حصل التفجير ولماذا في كل مرة يموت الجاني سريعها وتموت الأدلة والبراهين.. واذا كان تنظيم الدولة هو فعلا من فعل ذلك فلماذا بهذا التوقيت بالذات، وما معنى أن يصل تنظيم داعش بسلاح إلى عمق إيران في شيراز ويدخل أفراد تنظيمه مسلحين الى مرقد كهذا ويقتلون هذا العدد المحدود في مكان يفترض أن المرقد يعج بالزوار من داخل وخارج إيران، ويفترض أن داعش تنظيما يكره الشيعة ويريد بإبادتهم دخول الجنة على عجل، وقد أشار النظام إلى نمطية فكر داعش وموقفهم من الشيعة إذ يرى داعش أن الشيعة سواء من كان مع النظام أو من كان من أفراد الشعب يعدوا جميعا هدفا لداعش؛ وبما أن حشود المتظاهرين تعج بهم الشوارع فإنهم سيكونون هدفا لداعش الذي لن يتورع عن تفجيرهم وإبادتهم وبالتالي يكون قد خدم النظام الإيراني وأطال في عمره كما أطالت داعش من عمر مشروع نظام الملالي في العراق، وهنا نجد أنفسنا بين عدة تفسيرات أهونها يبرىء داعش ولا يبرىء النظام ومنها أنه من الممكن أن يكون عناصر داعش متواجدين في إيران شأنهم شأن القاعدة وفصائلها المختلفة وتم تكليفهم بالمهمة، أو أن النظام هو من قام بتنظيم الجريمة بهذا القدر المحدود من الأضرار التي لا تشبه حقد داعش على الشيعة، ثم تأتي تصريحات إبراهيم رئيسي رئيس جمهورية النظام التي قال فيها "تظهر الواقعة إن أعداء إيران بعد فشلهم في إحداث انقسام في صفوف الأمة الموحدة  ينتقمون من خلال العنف والإرهاب، هذا الشر بالتأكيد لن يمر دون حساب، وهيئات الأمن وإنفاذ القانون ستلقن مخططي هذا الهجوم درسا قاسيا". (ايرونيوز نقلا عن وكالة تنسيم)

وهنا بقوله أن أعداء إيران قد فشلوا في إحداث أنقسام في صفوف الأمة الموحدة يربط الحدث بالثورة وأن محاولات الأعداء لشق الصفوف قائمة من خلال الثورة وبالتالي يعد ذلك اعترافا ضمنيا من أعلى سلطة بالدولة بأنه يتوعد للثورة والثوار ويستهدفهم مستعينا بما أسماه هو نظامه بـ داعش وما وفرته له من أسباب لتبرير وتبويب القمع المرتقب في الشوارع ضد الثوار، وهذا بالإضافة إلى تلميحات طابورهم الخامس من هنا وهناك، وبالتالي فإن النظام يستدعي مفردة داعش وهويتها للنيل والإنتقام من الشعب والثورة، أما من ناحية صفوف الأمة الموحدة فهي لا تزال موحدة بالفعل بوجه النظام ساعية إلى إزالته من الوجود، ولم يأتي نفي الشعب الإيراني لصحة إعلان المدعو داعش عن مسؤوليته تجاه تلك المجزرة الإرهابية الإجرامية من فراغ فتجاربه مع النظام لا تحصى ولا تعد... ومن يدري لعل المدعو وسيلة لبلوغ غاية، والثوار والثورة في خطر.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.