: آخر تحديث

تزايد مظاهر العنف ضد المرأة ..أسبابها وسبل مكافحتها

42
44
35

من المحزن جدا أن نسمع بشكل مستمر عن جرائم متعددة تتعرض لها النساء في مجتمعاتنا العربية وفي العالم أيضا ولككنا سنركز في مقالنا على المجتمع العربي، وتتنوع تلك الجرائم بين القتل والتعنيف الجسدي واللفظي والاستغلال الجنسي والزواج القصري والضغط الاجتماعي، وهناك الكثير من الأمثلة اليومية التي تتعرض فيها النساء للعنف بكل مظاهره بما فيه حرمانها من حقوقها الإنسانية.

إن هذه الظاهرة ليست جديدة ولكننا نتساءل عن أسباب تزايد حالات العنف ضد المرأة وكيف يمكن وضع حد لها وحماية المرأة من هذه التهديدات المستمرة من خلال قوانين تضمن حماية كاملة وشاملة للمرأة ومن خلال بث الوعي في المجتمع بالتذكير بأهمية الاهتمام بالمرأة ودورها واحترامها وعدم التعرض لها والإساءة إليها.
إن قضية المعلمة ريما التي تعرضت للحرق مؤخرا في الجزائر من رجل أراد خطبتها ورفضته، وقبلها جريمة قتل خلود درويش في مصر لنفس السبب وأخريات كثيرات، جعلنا نعود من جديد للبحث عن أسباب تفشي ظاهرة الجريمة والعنف ضد المرأة التي تتزايد يوما بعد يوم ليست في الجزائر ومصر فقط بل في عموم الدول العربية.

تشير التقارير في مصر مثلا أن 12% من النساء  يتعرضن  للعنف الجسدي وسط ارتفاع ملحوظ، ففي عام 2021، سُجلت 813 حالة عنف ضد المرأة بينها 296 جريمة قتل، بحسب مرصد جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ولاشك أن أسباب تزايد العنف ضد المرأة كثيرة ومتشابكة، وتعود أسبابها إلى انتشار الفقر والبطالة والمخدرات والجهل ولكن أحب أن أركز أيضا على طغيان المبدأ الذكوري في المجتمع وتطويع المرأة بالمفاهيم الدينية غير الصحيحة، وتهميش المرأة ودورها في المجتمع، فكل هذا ساهم بشكل كبير في عدم احترام المرأة وتعنيفها واستعبادها وسلبها حقوقها وتبرير هذه الظاهرة الخطيرة.

أما بالنسبة لكيفية وضع حد لهذا العنف المسلط على المرأة، فإن العملية تنطلق أساسا من الأسرة أولا وتربية أفرادها على احترام المرأة إن كانت زوجة أو أما أوبنتا أو أختا، مرورا بالمجتمع وغربلة أفكاره المغلوطة عن المرأة، إضافة إلى تفعيل دور منظمات حقوق المرأة بنشر الوعي وعقد الملتقيات والندوات الخاصة بدور المرأة ومكانتها، كل ذلك سيرسخ في الضمير المجتمعي قيمة المراة وجوهرها، وهي ليست مسألة صعبة، بل تحتاج إلى نية حسنة وإرادة حقيقية لأن المراة شئنا أو أبينا هي قلب المجتمع وجوهره والمساس بهذا القلب سيؤدي إلى ضعف المجتمعات وانهيارها، لذلك نأمل أن يكون هناك عمل اجتماعي متكامل من جهة وقوانين صارمة تحمي المرأة من كل مظاهر العنف التي تتعرض لها، ونضمن لها حياة بعيدة عن الخوف والإرهاب الأسري والمجتمعي الذي بات يهدد وجودها. 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في