: آخر تحديث

من دون ورقة التوت

36
34
25

في المراحل التأريخية السابقة وعندما کان القادة والساسة يستغفلون الشعوب ويمارسون الکذب والخداع معهم بکل الطرق والاساليب، فإن تبرير ذلك يعود لتلك المراحل والظروف والاوضاع المتعلقة بها ومستوى وعي الشعوب وإدراکها، لکن يبدو إننا أمام مرحلة تأريخية قد تکون فريدة من نوعها، بحيث تجعلنا نعيد النظر في العديد من الامور والقضايا التأريخية ونتخذ مواقف ورٶى جديدة، ولاسيما عندما نجد إن هناك قادة وساسة يمارسون الکذب والخداع بصورة فجة وممجوجة على شعوبهم من دون أن ينتبهوا بأننا في القرن 21 ومايعنيه من تطور عملي وخصوصا في مجال ثورة المعلومات، ذلك إننا لسنا في العصور الوسطى بل وحتى لسنا في العقد الرابع من القرن العشرين أيام سئ الذکر والصيت غوبلز!

محمد جواد ظريف، الوزير الذي کان يتحف العالم مع کل إطلالة له بإبتسامته العريضة التي کان يطلق في ظلالها تصريحاته "التمويهية"، وکان يسعى من خلال تلك "الابتسامة العريضة" أن يغطي على بٶس موقف نظامه في لقائاته مع وسائل الاعلام العالمية بل وحتى کان يسعى أن يکون أظرف مما هو عندما إمتطى دراجة هوائية برفقة نظيره الامريکي جون کيري (مع ملاحظة إنه أغاظ بتصرفه هذا ملالي طهران، لکن ويبدو إنهم تفهموا في النتيجة تماديه في ظرافته وما کان يسعى إليه من وراء ذلك)، ظريف هذا کان کغيره من قادة النظام النظام الايراني يمارس الکذب، ولکن يبدو إنه کان لا يحب أن يذهب بعيدا بحيث يصبح من دون ورقة التوت التي يبدو إن سلفه لايعير لها أية أهمية!

التدخل الايراني في اليمن، والطائرات المسيرة الايرانية المرسلة لروسيا المرهقة بحربها مع أوکرانيا، حقيقتان واضحتان وضوح الشمس في عز النهار ولا ينکرها إلا من کان بمستوى ذلك الذي أصر على إن لغراب عنزة حتى ولو طار، لکن أمير عبداللهيان، وزير الخارجية في حکومة الرئيس الذي قتل آلاف السجناء السياسيين دفاعا عن حقوق الانسان کما أعرب عن ذلك في إجابة له على سٶال لأحد المراسلين الدوليين، عبداللهيان هذا يتکلم وکأن نظامه برئ من التدخل في اليمن وفي الحرب الدائرة بين روسيا وأوکرانيا براءة الذئب من دم يوسف!

عبداللهيان وخلال إتصال هاتفي له مع نظيره الاوكراني ديمتري كولبا، وکما نقلت وکالة أنباء فارس عنه، أعرب فيما يتعلق بموضوع إستخدام الطائرات الإيرانية المسيرة في الحرب في أوكرانيا، عن رفضه لهذا الادعاء بقوة وأکد قائلا: "إن جمهورية إيران الإسلامية قد مرت بثماني سنوات من الحرب المفروضة، وبالتالي فهي ضد الحرب في أوكرانيا واليمن وغيرهما". والاهم من ذلك ولکي يثبت عبداللهيان صحة "کذبته البائسة"، فقد وصف تصريحات بعض المسؤولين الغربيين بأنها لا أساس لها من الصحة وأشار إلى جهود إيران المتكررة للمساعدة في وقف إطلاق النار وقال: نحن مستعدون للمساعدة في وقف إطلاق النار!

لاأدري على من يضحك هذا الوزير الذي لا يکف عن إطلاق التصريحات التي تدعونا بصورة وأخرى لإعادة النظر بموقف العالم من وزير العالم النازي غوبلز ومنح شرف ممارسة الکذب بدرجة ومستوى أعلى منه بکثير له وبإمتياز، إذ أنه وبموجب ما قاله ويقوله فإننا يجب أن نٶمن وليس أن نصدق فقط بأن نظامه لم يتدخل في بلدان المنطقة وإن أسدالله أسدي کان في جولة سياحية ولکن إتهموه ظلما وعدوانا!!!

 

#فضاءـالرأي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في