طوال 44 عاما من الحکم القمعي الاستبداي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حاول بمختلف الطرق والاساليب أن يوحي بأن الافکار والقيم والمفاهيم التي يدعو لها، إنما هي ذاتها التي يٶمن بها الشعب الايراني عامة والرجل بشکل خاص، وهذا ما قد کرره کثيرا بمختلف الطرق والاساليب، لکن ما جرى على إثر الانتفاضة الشعبية العارمة التي إندلعت بعد الاسلوب اللا إنساني لتعامل ما يسمى بدوريات الارشاد مع الشابة الکردية مهسا أميني، قد کانت بمثابة إعلان للشعب الايراني على رفض هذا الزعم والتأکيد على إنه لا يٶمن بذلك.
هبة مختلف شرائح وطبقات الشعب الايراني في الانتفاضة الحالية التي يعلن من خلالها أمام العالم کله عن رفضه لهذا النظام ولأفکاره ومفاهيمه وإنه يقف الى جانب المرأة الايرانية وإن المرأة ليست لوحدها في مواجهة ومقارعة هذا الظلم الفاحش الذي يلحق بها، خصوصا وإن العالم کله قد بات يتابع عن کثب هذا التطور ويعلن بصورة وأخرى عن وقوفه الى جانب الشعب الايراني وشجبه وإدانته لهکذا جريمة شنيعة لا يمکن أبدا أن تتفق مع المبادئ والقيم الانسانية والحضارية بشئ.
لعل أکثر ما يجعل النظام الايراني يفقد صوابه ويضاعف من ممارساته القمعية الاجرامية بحق هذه الانتفاضة، هي إنها قد جاءت مٶيدة ومتماشية مع الافکار والمبادئ التقدمية التي تٶمن بها منظمة مجاهدي خلق بشأن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، إذ يبدو إن ما کان يزعمه ويدعيه هذا النظام قد ذهب هباءا منثورا مع إندلاع هذه الانتفاضة.
کما أکدت الكاتبة عربیة "منذ بداية الاحتجاجات، أشادت وسائل الإعلام الغربية بشجاعة المتظاهرات وسعت لتوقع مصير نظام الملالي إذا استمرّت الاحتجاجات. ومع ذلك، أشار الكثيرون في الغرب إلى أن الحجاب هو أداة للقمع الإسلامي وصوّروا الأحداث على أنها احتجاج على الإسلام والقيود الدينية. هذا هو الأمر الذي أخطأوا بشأنه. إن تقليص كفاح النساء الإيرانيات وانتفاضتهن لمجرد خلع الحجاب هو أمر غير عادل بالنسبة لهن.."
الانتفاضة الحالية التي عمت معظم المحافظات الايرانية وشملت أکثر من 170 مدينة في سائر أرجاء إيران، کانت بمثابة رد فعل إستثنائي للشعب الايراني ضد النظام وإعلان بأن المرأة الايرانية ليست لوحدها في عملية المواجهة والصراع ضد هذا النظام، وإن النشاطات والتحرکات المختلفة للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية بخصوص العمل من أجل حشد الدعم والتإييد العالمي للنضال الذي يخوضه الشعب الايراني عموما والمرأة الايرانية خصوصا من أجل الحرية وماقد أثر ويثمر ذلك عن نتائج إيجابية مثمرة، وهذا هو سر حالة الهستيريا التي تعتري النظام وتنعکس في التصرفات النزقة والخرقاء الاجرامية لقواته الامنية المرعوبة من الانتفاضة.
وهنا يتجلى دور المجتمع الدولي لکي یقف إلى جانب الشعب الإيراني عامة والمرأة الإيرانية بشكل خاص ويدعمون حق الشعب الإیراني في الدفاع عن نفسه.
الشعب الايراني من خلال هذه الانتفاضة أثبت بأن شعب متحضر ويٶمن إيمانا عميقا بالقيم والمبادئ الانسانية ومن إنه يرفض رفضا قاطعا إستعباد المرأة ومعاداتها وکراهياتها کما أراد ويريد النظام منذ تأسيسه، ومن الواضح جدا إنه ومن خلال مختلف أطيافه وطبقاته وشرائحه في هذه الانتفاضة أراد أن يضع حدا فاصلا بين الافکار والمفاهيم والقيم التي يٶمن بها وبين تلك التي يٶمن بها النظام.