: آخر تحديث

المرأة "الحديدية".. و"غيرها" !!

34
36
25

بين مارغريت تاتشر، "المرأة الحديدية" وبين هذه السيدة ليز تراس، التي وصلت إلى موقع القرار في "بريطانيا" التي كانت عظمى وكان نفوذها قد وصل إلى أربع رياح الكرة الأرضية، مسافة سياسية و"شخصية" واسعة فالأمس غير اليوم وهذا العالم قد طرأت عليه مستجدات كثيرة وهذه البريطانيا التي كان ظلها يغمر الكون بأسره ها هي قد أصبحت فيما هي عليه الآن من "تضخّم" يوصف بأنه قد تجاوز كل المستويات البريطانية التاريخية!!. 

وحسب "صنداي تلغراف" فإنّ "تراس" هذه قد تعهدت بأنها ستتحلى بالجرأة في معالجة المشكلات البريطانية "المتفاقمة"، وما أكثرها، لكن "الجرأة" وأي جرأة قد تكون ضرورية للحروب والمواجهات العسكرية والقتال وليس بالنسبة للأوضاع الإقتصادية وبخاصة إذا كانت هذه الأوضاع على ما هي عليه الآن في بريطانيا هذه التي تصر على أنها "عظمى". 

وهنا فإنه من حق "ليز تراس" هذه أن تحلق عاليا وبعيداً في "أحلامها" وأن تتعهد "كلاميا" بأنها ستواجه كل التحديات التي تنتظرها وتقف في طريقها لكن المعروف أن محاولات تسويق مثل هذا الكلام قد لجأ إليها العديد من القادة الذين كان أتباعهم يصفونهم بأنّ لديهم الشجاعة بأن يفكروا في ملامسة غيوم السماء!!. 

وهنا فربما لأنّ "تراس" هذه لأنها قد تغلبت على وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي ثبت أنه حتى بلا ريشه واحدة.. وهنا فإنّ أكثر الساسة الغربيون لا يعرفون أنّ كثيرين في بلادنا الممتدة من المحيط إلى الخليج يحرصون على أنْ يتباهوا بـ "ريشهم" وهم في حقيقة الأمر كل واحد فيهم بدون حتى ريشة واحدة.  

إنه من حق "تراس" أنْ تقول بأنها ستقدم خطة جريئة لتنمية الإقتصاد وأزمة الطاقة.. لكن هذه "المسكينة" حقاًّ لا تعرف أنّ كل قادة الإنقلابات العسكرية في وطننا الكبير قد وعدوا شعوبهم ومعهم العرب كلهم بأنهم سيوحدون الوطن العربي.. وأنهم سيحررون فلسطين.. وأنهم، كما يقال، سيخرجون الزير من البير وأنه لا غلاء معيشة بعد اليوم وأنهم سيوحدون هذه الأمة ولكن وهكذا وما أن يجلسوا على مقاعد الحكم.. حتى تطفح الزنازين والسجون بعباد الله الصالحين وحيث أنه حتى كل "إنقلابي" قد تسلط عليه إنقلابي آخر من الذين قد ملوا من الإنتظار في أرتال طويلة!!.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في