: آخر تحديث

لغة الجسد

49
63
47

في لغة الجسد ثمة إشارات تدل على مفاهيم معينة، 
‏نحن البشر لا نتحدث بالكلمات فحسب ولا نعبر عما نريد باللغة فقط .
‏لقد برع الإنسان في ابتكار آلاف التلميحات والإشارات والتي يستخدمها في التعبير والتواصل مع الآخرين ....
في كتاب " التعبير عن العواطف لدى الإنسان 1872" سُلط الضوء على تعبيرات الوجه ولغة الجسد لدى الإنسان بشكل موسّعٍ وعميق 
‏وقد توصل علماء النفس في دراسات أجريت على مجموعة كبيرة من الناس إلى أن ٧ ٪ فقط من الاتصال يكون بالكلمات و ٣٨ % بنبرة الصوت و ٥٥ % بلغة الجسد،
وإذا حدث اختلافٌ بين الكلمات ولغة الجسد فإن الشخص يميل إلى تصديق لغة الجسد أكثر من الكلمات لأن لغة الجسد تخاطب كل الحواس لدى المتلقي .


يتحدث الباحثون أن النساء خاصةً أكثر قدرة :


‏من الرجال على فهم واستخدام إشارات وتلميحات لغة الجسد ولديهن قدرة فطرية على التقاط الإشارات الجسدية وتحليلها بسرعةٍ فائقة وكذلك لديهنّ القدرة على ضبط لغة جسدهن بحيث تتوافق مع الكلمات المراد النطق بها ويعود هذا إلى فرط مشاعرهن الحساسة والتي تكون في أوجها عند الحديث مع الآخرين .

كما أن الإنسان يميل إلى لغة الجسد في أكثر انفعالاته العاطفية
‏ولا يكتفي بالكلمات فهو يقفز ويصرخ ويلوح في حالات الفرح العارم الذي يعيشه بينما في حالات الحزن والألم فهو يقطّب حاجبيه ويعْبس وجهه وينكّس رأسه كما لو أنه منزلٌ مهجور  تركه أهله للريح والغرباء والضجر

جرّب حين تتحدث مع أحدهم أن تتواصل معه بلغة الجسد،وكن قاصدًا لها هذه المرّة ستجد دفئًا مختلفًا عن الحديث المجرد
‏لا يمكن للكلمات المجردة أن تنقل المشاعر الإنسانية كما هي 
‏لا يمكن لآلاف الكلمات أن تنقل شعور ابتسامة رضا ومحبة أو شعور أو مشاعر كما هي لغة الجسد .

الأمر أشبه بمراكب الصيادين والتي تعجز منذ آلاف السنين أن تنقل هدير أمواج البحر العاتية
‏ولا أصوات البحّارة ولا أغنيات الصّيّادين .

أنا مؤمنٌ بأننا نشترك جميعًا بلغة جسدٍ مشتركة، إيحاءاتٌ عن الرضا والفرح وكذلك الغضب والانفعال ولكنني أجزم أن لأمي لغة جسدٍ خاصةٌ جدًا
‏إنها تحشو كل كلمات المحبة والسعادة والسرور في ابتسامةٍ صغيرة وتقدمها لنا مثل كعك الصباح فنلتهمها ناعمةً طرية بلذّةٍ لا متناهية .
تتفرد أمّي بلغة جسد خاصة، 
‏ثمة غيمةٌ صغيرة تتبع كل إيماءاتها وحركاتها، إنها معزوفةٌ خالدة تعزف حال حديثها 

‏و نتشارك أنا وإخوتي بعد صلاة المغرب في سماعها بسعادةٍ غامرة وكلٌّ منّا بالنسبة إليه فإن يدَ أمي وهي تحنو على رأسه تلك تمثّل أعظمَ كلمةٍ نطق بها البشر في لغة الجسد .


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في