لا يبدو أن الخطأ الذي إرتکبته إدارة بايدن بإخراج الحوثيين من قائمة الارهاب هناك ما يمکن أن يدل على إتعاظها منه بدليل ما قد تم نقله عن مصادر مختلفة من أن إدارة بايدن تبحث فعلا في شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة السوداء للتنظيمات الإرهابية الأجنبية، مقابل تأكيدات من طهران بشأن كبح جماح تلك القوة النافذة. أکثر ما يثير السخرية إن جماعة الحوثي، شأنها شأن حزب الله اللبناني أو الميليشيات الشيعية في العراق، کلها بمثابة أذرع للحرس الثوري، وإنها "أي هذه الاذرع" تٶتمر بأوامر الحرس الثوري.
الفتور العربي الذي يتزايد حيال إدارة بايدن بسبب السياسة التي تقوم بتنفيذها في المنطقة والتي يبدو واضحا بأنها تعيد أخطاء إدارة أوباما التي کانت متهافتة من أجل إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، وحتى إن النأي الواضح للسعودية والامارات وحتى مصر بأنفسها بعيدا الى حد ما عن السياسات الامريکية وإتباعها خطا يسعى للمحافظة على مصالحها بعيدا عن تلك السياسة التي تزعم نظريا مراعاتها للمصالح العربية لکنها عمليا تتصرف خلاف ذلك تماما، هذا النأي تصرف عربي صحيح 100% مع نفاق وکذب إدارة بايدن الذي لم يعد ينطلي على أحد، وعندما يتم تسريب خبر عن عزم إدارة بايدن على إخراجها للحرس الثوري من قائمة التنظيمات الارهابية الاجنبية، مقابل تأکيدات من طهران بشأن كبح جماح تلك القوة النافذة، وذلك عشية الاستعداد لإعلان الاتفاق النووي، فإن من المؤکد بأن دول المنطقة لا تثق بإلتزام إيران بهذا الاتفاق وإنها "أي دول المنطقة" متيقنة بإستحالة إلتزام طهران بکبح جماح الحرس الثوري لأنه وببساطة الحرس هو من يحکم في إيران وإنه من يقوم بتنفيذ النهج المٶدلج لنظام الملالي، فالحرس هو من يحکم "بفتح الياء وضم الکاف" في إيران وليس يحکم "بضم الياء وفتح الکاف"!
هل إن طهران أوفت بإلتزاماتها بموجب الاتفاق النووي للعام 2015؟ وهل إن ذلك الاتفاق قد کبح جماح ملالي إيران في سعيهم المحموم من أجل التوصل لإنتاج القنبلة النووية؟ واضح جدا بأن الاجابة ومن دون تفکير هي بالنفي. واليوم يبدو مثيرا للسخرية والتهکم عندما تسعى إدارة بايدن للضحك على الذقن العربي بتسويقها لتأکيدات مزعومة بشأن کبح جماح الحرس الثوري في المنطقة وخصوصا إن خامنئي قبل أيام قلائل قد أعلنها بعظمة لسانه عن تخلي نظامه عن تدخلاته في المنطقة وعن عدم التخلي عن نهجه المشبوه في المنطقة والذي هو أساس المشکلة الامنية فيها!
من الواضح جدا بأن الاعلان عن الاتفاق النووي قد بات ليس واردا بل وحتى قريبا، وإن الذي يجب أن ننتظره ونتوقعه منذ الان تقارير مختلفة تتحدث عن إستمرار المساعي السرية لطهران من أجل التوصل لإنتاج القنبلة النووية وأجد إن کل الحق والصواب مع ما کانت قد أکدته مٶخرا مريم رجوي، زعيمة المعارضة الايرانية، بخصوص أن"نظام الملالي مع إتفاق نووي أو بدون إتفاق نووي، لن يتخلى عن مساعيه من أجل الحصول على القنبلة النووية"، لکن وعلى الارجح فإن التقارير التي تتحدث عن تدخلات طهران في بلدان المنطقة والتي يشرف عليها الحرس الثوري عن طريق أذرعه، ستکون الاکثر، ويومها سنسمع مثلما تسمع إدارة بايدن معنا تصريحات إيرانية قد تتجاوز حدود الوقاحة في تأکيدها على رفض التخلي عن تدخلاتها ومن يدري فقد تسخر من التأکيدات المزعومة بشأن لجم أنشطتها الاقليمية.