عندما تنهار المرحلة الإيرانية، وعلى هذا النحو، فإنه لا يحق لأي كان وبخاصة هذا الذي إسمه محمد رعد أن يقول للذين إنتصروا على حزبه ومرغوا أنفه بالتراب: "إننا نقبلكم خصوماً في المجلس النيابي ولكننا لا نقبلكم دروعاً للإسرائيليين ومن واء الإسرائيليين" وهنا فإنه قد أضاف: "لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية"!!.
وحقيقة أنّ هذه الإتهامات التي دأب أنصار حزب الله ودأب أتباع إيران وأزلام الولي الفقيه في طهران وفي غير طهران على توجيهها لغيرهم قد باتت معروفة ومكشوفة وهنا وحتى وإن كانت: "حركة أمل" وحزب الله قد تمكنا من الإحتفاظ بكامل المقاعد البرلمانية المخصصة للطائفة الشيعية: "(27) مقعداً" فإن هذه الصفعة التي قد وُجهت إلى ما يسمى، زوراً وبهتاناً: "حزب الله" هي في حقيقة الأمر صفعة قد وجهت إلى هؤلاء الذين يحكمون في إيران وفي ما توصف بأنها: "دولة الولي الفقيه"!!.
ثم ورغم إحتفاظ هؤلاء، أي: "حركة أمل" ومعها ما يسمى: "حزب الله" بكل هذه المقاعد التي يعتبرونها مخصصة للطائفة الشيعية، وهي في حقيقة الأمر مخصصة لهم، فإن هزيمة أعوانهم وأتباعهم "الموارنة" مثل ميشال عون ومثل أسعد حردان هذا، القومي السوري الإجتماعي، وأيضاً مثل هذا الدرزي طلال أرسلان فإن هذا لا يدل وفقط بل يؤكد على أنّ مرحلة تحكم النظام السوري الحالي.. وبالطبع وتحكم "الولي الفقيه" بهذا البلد وغيره قد إنتهت.. وأن القادم سيكون أعظم وأن رحيل من يسميه أتباعه "الولي الفقيه" قد بات قريباً مؤكداً ومحسوماً.
لقد كان فوز حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، الذي يعتبر خصم حزب الله، والعياذ بالله، اللدود فوزاً للإعتدال العربي بقيادة المملكة العربية السعودية التي دأبت على وضع ثقلها إلى جانب الإعتدال والمعتدلين في بلاد الأرز وفي أقطار أخرى من الوطن العربي كله فهي دولة قد بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود أمطر الله تربته بشآبيب رحمته بالإعتدال والعدل وأستمرت دولة معتدلة وعادلة.
وهكذا ويقيناً إن هذه التحولات كلها التي قد "رفست" من يدعي أنه حزب الله، والعياذ بالله، بأقدامها قد أكدت على أنّ هذه المنطقة كلها وليس لبنان وحده وفقط قد بدأت تدخل تحولاً تاريخياًّ.. من الواضح أنه سيجرف وبالتأكيد ما يسمى: "دولة الولي الفقيه" ومعها كل ما تبقى من أنظمة مدمرة وظالمة قد كانت وهي لا تزال تحكم بالحديد والنار وذلك ورغم رفعها لشعار: "أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة"!!.