: آخر تحديث

سمات هذا العصر

81
755
92
مواضيع ذات صلة

ارتبط هذا العصر  بالتغير السريع  الذي لا يمكن ظبطه والاعتماد على التقنية اسماه عالم الاجتماع البريطاني (أنطوني جودنز) بعصر الحداثة المتأخرة. 

 خلقت هذه السمات ثقافة جديدة سميت  بثقافة العولمة أدت الى التواصل مع الشعوب مباشرة عبر الإنترنت دون المرور عبر بوابة الحكومة الأمنية و خاطبت جيلاً جديداًاسماه احد مفكري التخطيط الاستراتيجي العرب "بجيل الدوت كوم ". 

قادت هذه السمات الى فقدان الدولة سيادتها و سيطرتها على أمنها القومي و فرقت بين قوة الدولة و قوة السلطة فلم يعد هناك امن في غياب التنمية.  و اصبح مفهوم السيادة الجديد (من وجهة نظري) هو مدي ثاتير الآخرين بك و مدي ثاترك بالآخرين.

أحد سمات هذا العصر هو عدم قبول المجرد بل الإتجاه فوراً للملموس و المحسوس و المادي و عدم الاهتمام بالأساس النظري رغم انه لا توجد وجهة نظر بدون أساس نظري يدعمها و يصمد أمام النقد.

و رغم عدم شعور كثيرين بهذا الأساس النظري و لكنه موجود في اللا وعي عند الانسان.

فالشعوب التي تتقاتل فيما بينها هي شعوب لا تملك وعي قوي بالهوية الجامعة بينها مثل ما حدث في يوغسلافيا. 

و العكس صحيح حيث توحدت ألمانيا الشرقية و الغربية لشعور قوي بالهوية الألمانية الجامعة. 

و نحن في بداية عام 2019 مازال مفهوم الدولة هو المسيطر  حتى لدى الدول التي تدعي الإقتصاد الحر.   لقد رأينا مؤخراً الصراع بين امريكا و الصين حول تصدير الصلب  و وضع قيود  لدخول الحديد  الصيني  السوق الامريكي و بل ايضا و رفض أميركا ادارة موانئها  من قبل المستثمر العربي (شركة مواني دبي) بحجة الامن القومي في دولة تدعي كل صباح انها تؤمن باقتصاد السوق الحر  و حرية التجارة و شعار : " دعه يعمل .. دعه يمر " .

كما اننا نذكر تدخل الدولة الامريكية لمنع انهيار مصارف خاصة في أزمة الرهن العقاري  تظهر اكبر كذبة لاقتصاد السوق. 

ما زالت الدولة هي طوق النجاة  و الحامي لمواطنيها  و ياتي أول اوليات الدولة هو الامن و بناء المؤسسات و لا  مؤسسات في غياب الامن  فالمؤسسات  هي محرك  "موتور " الدولة  و التكنقراط هم عصب الحياة اليومية   لأي دولة و تسربهم خارج الدولة يسبب في اضعافها في نهاية المطاف و تخسر الدولة تراكم معرفي مهم. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي