: آخر تحديث

افتعال مواقف وإغراء

2
2
2

عبد الله سليمان الطليان

الدخول في وقتنا الحاضر على قنوات التواصل الاجتماعي يحدد ثقافتك ومقدار وعيك، ويرسم صورة كاملة عن شخصيتك ونضوجها وتفاعلها مع محيطها الذي تعيش فيه، لقد أصبحت هي المسيرة للكثير من أفراد المجتمع تستنزف من وقتهم على نحو كبير في المتابعة وملاحقة حدث أو موقف وهي التي من خلالها تفصح عن ثقافة المتابع يقول (ارسطو) (قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت) وأنا أقول أخبرني عن متابعتك في قنوات التواصل الاجتماعي سوف أخبرك من أنت. ومع زيادة وتيرة المتابعة أصبح هناك تصيد من خلال تلك القنوات عن طريق افتعال المواقف والإغراء فيها، مواقف تافهة ومستهجنة تستغل ضعيف الوعي ولا ويقتصر الأمر على عمر معين فهو شامل لكلا الجنسين من أجل تحقيق كسب مادي.

السؤال الذي يطرح نفسه ما مدى نسبة المتابعة لدى أفراد المجتمع؟ قد يتضح من خلال المرور على المواقع الذي هو في قبضة أصحاب المواقع الذين عندهم معلومات كاملة على من يمر على هذه المواقع، الذين يتتبعون أمنياتك وأفكارك ونمطك الاستهلاكي الذي صار هو الركيزة الأساسية في المتابعة. أصحاب هذه المواقع يقولون: إنه تسويق تجاري وهذا يمكن أن يكون صحيحا إلى حد ما، ولكن عندما يكون الاستهداف المقصود التركيز على الأطفال والمراهقين والشباب فهذا يعتبر خطرا ليس فقط من ناحية الضياع المالي ولكن من ناحية الجانب الأخلاقي الذي هو الأشد في التأثير على واقع الأسر وتماسكها والمجتمع بشكل عام (ولعل التقليد الأعمى في المظهر أو التغيير في الجسم) أحد هذه التأثيرات التي تتزايد يوماً بعد يوم.

عند بعضهم الذي يعيش حياة مفرطة يقول دعه لا تكبت حريته واتركه يعيش التجربة التي سوف تعلمه ويأخذ منها الدروس، إنه يعيش زمنا يختلف عن زمانك، ولا أعتقد أن الأخلاق القولية أو السلوكية الحسنة ترتبط بالزمن، التي لن تصمد عن الانحراف مع قوة التأثير في قنوات التواصل الاجتماعي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد