: آخر تحديث

قصة نجاح... كروي واقتصادي

7
6
7

عبدالعزيز الكندري

استحوذت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، على نادي باريس سان جرمان في عام 2011 وضخت أموالاً وحوّلت النادي من البُعد المحلي إلى علامة تجارية عالمية بقيمة بلغت 1.3 مليار دولار خلال 14 عاماً. وقدّرت مجلة «فوربس» قيمة النادي بـ4.6 مليار دولار، مقابل أقل من 100 مليون دولار قبل الاستحواذ القطري، وتم إنفاق أكثر من 2.3 مليار دولار حتى 2025 لتطوير النادي وتوقيع صفقات انتقال.

هذا الدعم الكبير للنادي ساهم في انتقاله من 115 مليون دولار في موسم 2011 - 2012 إلى 920 مليون دولار في موسم 2023 - 2024 بزيادة قاربت 700 في المئة مما ساهم في انتقال النادي إلى المرتبة الثالثة ضمن لائحة أعلى الأندية الأوروبية دخلاً، وراء كل من ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي.

لم تكن المهمة سهلة ولكن الأمر احتاج إلى تخطيط على المدى البعيد، بدأ بالتعاقد مع أمهر اللاعبين عالمياً مثل خافيير باستوري (2011)، زلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا (2012)، أديسون كافاني وديفيد بيكهام (2013)، أنخيل دي ماريا (2015)، نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي (2017)، جانلويجي دوناروما (2021)، وليونيل ميسي وأشرف حكيمي (2021)، وليتوج هذا الخيار بوصول الفريق إلى نهائي دوري الأبطال في العام 2020 وسيطرة شبه كاملة على الألقاب المحلية.

وذكر مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي، أن مفتاح طفرة فريقه يكمن في الروح الجماعية وليس الاعتماد على التألق الفردي. وقال «لست نجماً، أنا أحب عملي، أستمتع بمسيرتي المهنية، خصوصاً في الأوقات الصعبة، عندما لا تسير الأمور على ما يرام، أشعر بتحسن، من الجيد أن تسير الأمور على ما يرام، لأن أفضل ما في الفوز هو إسعاد جماهيرنا، كنت أفضل بكثير عندما تعرّضت للنقد مقارنة بتلقي الثناء».

وقد استطاع ناصر الخليفي، أن يُحوّل باريس سان جرمان إلى أكبر مؤسسة رياضية في العالم، ولم تتحقق هذه النتائج بالصدفة والعشوائية، وإنما نتيجة سنوات من الاشتغال والعمل الدؤوب والصبر رغم التحديات الكبيرة.

ويمكن القول إن ما فعلته قطر من خلال هذا الاستثمار يتجاوز حدود الرياضة إلى صناعة التأثير، وهو درس يبيّن أن الدول لا تُقاس بحجمها ولكن بإنجازاتها وقدرتها في صناعة التأثير الكبير عالمياً، حين يكون وراء القرار رسالة رؤية وإستراتيجية، ووراء المشروع خطة تشغيلية واضحة تعتمد على مؤشرات الأداء وليس العشوائية، ووراء القيادة شخصية تؤمن بالنجاح.

هذه التجربة المميزة بالإضافة إلى نجاح التجربة السعودية كذلك، نستطيع أن نتعلم ونستلهم منها، مما يُساهم في تحقيق نتائج ايجابية على مستقبل الرياضة الكويتية، خصوصاً أن هناك رؤية لدعم الرياضة، خصوصاً والكويت بدأت تدعم تطوير الرياضة ضمن رؤى تنموية مثل «رؤية كويت جديدة 2035»، مما يفتح المجال للاستثمار الرياضي، علاوة على مشاريع بنية تحتية رياضية، مما يُساهم في تطوير الملاعب، والأندية، والصالات. لكن هناك بعض التحديات تساهم في تأخر الإنجازات، مثل الضعف الإداري في بعض الاتحادات، حيث هناك الحاجة لإدارة رياضية محترفة بعيداً عن البيروقراطية والمجاملات، وقلة الدعم المالي، وضعف المسابقات المحلية، علاوة على وجود بعض المواقف السلبية التي تؤثر على سمعة الرياضة.

خلاصة الكلام

مستقبل الرياضة في الكويت واعد بشرط وجود إرادة جادة للإصلاح، واستثمار حقيقي في الإنسان وصناعة قيادات شبابية قادرة على المنافسة، وهناك تجارب خليجية ناجحة نستطيع أن نستلهم منها النجاحات، وستتحوّل الرياضة إلى مصدر دخل وفرص وظيفية حقيقية للشباب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد