: آخر تحديث

الإعلام متأخر عن مواكبة قطار الأسواق السريع

7
6
5

محمد سليمان العنقري

قد يعتقد البعض أن العنوان يحمل مبالغة، لكن الواقع هو ما يعزز من هذه النظرة، فمن المعروف أن أعلى درجة بمهنية الإعلام الاقتصادي هو أن يسهم بصنع القرار للمستثمر، سواء بأسواق المال أو السلع أو في القطاعات الاقتصادية ومنذ انطلاق رؤية 2030 شهد الاقتصاد الوطني تحولات كبرى ونموا ضخما قارب 70 في المائة بالناتج الإجمالي خلال آخر سبعة أعوام، لكن الأهم هو أن إمكانات الاقتصاد بدأت بالتحرك بشكل جماعي وشهدت الكثير من القطاعات نشاطا غير مسبوق وبدأت رحلة التحول نحو اقتصاد منتج ومتنوع بمصادر الدخل، بل إن الحديث أصبح الآن عن مرحلة ما بعد 2030 التي تعد تأسيسه برحلة التحول الكبرى في المملكة اقتصاديا والتخطيط للعقد التالي لها.

فعند متابعة التغطيات للسوق المالية السعودية وما تمر به من مرحلة تنوع كبير في القطاعات والشركات المدرجة والفرص الاستثمارية، إلا أن طريقة التغطية والعمق في قراءة حركة السوق الحالية التي تشهد تراجعا حيّر المتداولين كونه السوق الوحيد المتراجع بنسبة فاقت 10 بالمائة من بين أهم الأسواق العالمية التي تحقق ارتفاعات كبيرة، إلا أن ما يظهر من قراءات ومحاولة فهم المرحلة أصبحت فيها التفسيرات مكررة وغير واقعية، لأنها أسباب عالمية أغلبها، لكن الأسواق جلها تجاوزتها وحققت مستويات غير مسبوقة بالارتفاع عكس ما حدث لسوق الأسهم السعودي المتراجع رغم الأداء الإيجابي للاقتصاد، خصوصا القطاع غير النفطي، مما يعني أن الإعلام عجز عن التشخيص الأقرب لحالة السوق، لأن أغلب المتداولين يوجهون نقدا بتعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لتكرار أسباب ليست مقنعة لهم. فالرسوم الجمركية لم تعق أسواق العالم عن العودة للارتفاع ولا الأحداث الجيوسياسية وحتى تراجع أسعار النفط لم يؤثر بأداء أسواق دول الخليج وعديد من الدول المنتجة للنفط واستمرت بالارتفاع.

فهنا يأتي دور الإعلام الاقتصادي لفك شيفرة السوق وفهم المرحلة التي يمر بها. فما يحتاجه الإعلام الاقتصادي ليس فقط ذكر الأخبار والأرقام، بل التحليل الدقيق من عدة زوايا والذي يكون باستقطاب كوادر مميزة من المحللين بمختلف التخصصات، إضافة للتنوع الراسخ بالضيوف، فالتطورات الاقتصادية المحلية والعالمية يجب أن تكون فرصة لوسائل الإعلام كي تعيد تقييم تغطياتها الاقتصادية وتأهيل كوادرها وتوفير ما يحتاجون إليه من إمكانات، سواء بمصادر الخبر أو الأخبار والمعلومات، فالإعلام شريك أساسي في دعم التنمية وجذب الاستثمارات وهو المرأة التي يرى من خلالها المستثمر صورة أوضح عن الاقتصاد والأسواق.

للإعلام الاقتصادي دور مهم في ترسيخ مفهوم رؤية 2030 والفرص الكبرى التي تمنحها لكل القطاعات الاقتصادية من خلال توسيع مجال التغطية، لتشمل كافة أنشطة الاقتصاد والافاق التي يتجه إليها الاقتصاد الوطني وما هي الممكنات التي أضيفت؟ وكيف يستفيد رواد الأعمال منها؟ وما هي المعوقات والتحديات ليكون الإعلام مساهما ومساندا للجهات المعنية كي تعالجها، فالمجتمع كله شريك في إنجاح الرؤية وتنمية الاقتصاد والإعلام ركيزة أساسية في هذه الشراكة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد