: آخر تحديث

سؤال أمام التاريخ

3
3
3

جمال الكشكي

شيء قاسٍ أن تستمر آلة الحرب نحو عامين مهمتها قصف أرواح البشر.. وشيء مؤلم أن حكومة بنيامين نتنياهو تقرر تمديد إقامتها في أجواء الإبادة.

صحيح أن ترامب يتراوح بين تأييد الحرب على غزة، وبين الغضب من نتنياهو لاستمرار الحرب، لكن المؤكد أن هناك مشروعاً يمضي بأخطاره الكبرى التي قد تمزق الخرائط، وربما تشطب خرائط أخرى، وقد ترتبك معها الدول والمجتمعات، وتصبح عرضة لفوضى خلاقة حقيقية.

ولهذا يجب أن يستبق العرب، أصحاب الشأن والمسألة، هذا المخطط الذي يتبناه نتنياهو وشريكه ترامب، الخطر يفرض الاستباق بوجود خطة مناهضة تنطلق وفق تصورات متماسكة وجماعية، وتتسق مع القانون الدولي والشرعية الدولية، والحفاظ على الهوية العربية مهما تكن الضغوط، والالتفاف على ما استقرت عليه المفاوضات بين العرب وإسرائيل، وما تأكد في اتفاقيات سلام شاركت فيها أمريكا بوصفها طرفاً وراعية لهذه الاتفاقيات، وأي اختلال من جانب أي طرف يصبح خروجاً على الشرعية، وتفتقد معه مثل هذه الاتفاقيات قانونيتها وشرعيتها.

نتنياهو يريد حرباً وراء أخرى في المنطقة، وليس من المعقول أن يظل موقف العالم سلبياً، يشاهد فقط تهديدات الحكومة الإسرائيلية للمنطقة الحيوية دون أن يتحرك أو يرفض، أو يقدم أصحاب التهديدات إلى العدالة الدولية.

لدي تصور فيما سيجري أن إسرائيل مصممة على تنفيذ مخطط التهجير، وأن أمريكا ستساعدها، برغم الأصوات الأوروبية الداعمة لوجود دولة فلسطين، مثل فرنسا وإسبانيا وغيرهما، لكن الحسابات الاستراتيجية بعيدة المدى تظهر خللاً مثل هذا المخطط الرهيب، وأدرك أنهم لم يفهموا بعد عواقبه، فهؤلاء يتصورون أن الفرصة سانحة لتنفيذ هذا المخطط، وأنه لا توجد قوة تواجه وتعرقل مساعيهم في تمزيق الخرائط، لكن حساباتهم خاطئة، فالفلسطينيون لن يغادروا أراضيهم تحت أي ظرف، بل سيتمسكون بقضيتهم، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.. ودون ذلك لن يستقر الإقليم والعالم، وإنني ألمح من خلال كل هذه الأحداث أن شيئاً ما سيتغير، وتفهم إسرائيل وحلفاؤها أن المنطقة ليست لقمة سائغة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد