: آخر تحديث

الذكاء الاصطناعي والتفوق السعودي

3
3
3

علي الخزيم

سبق أن أكد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكلمة له حول نجاحات المملكة بمجال الذكاء الاصطناعي فقال: (نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية، والتقنيات غير المسبوقة، وآفاق نمو غير محدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي؛ وإنترنت الأشياء؛ في حال تم استخدامها على النحو الأمثل أن تُجنّب العالم الكثير من المضار وتجلب للعالم الكثير من الفوائد الضخمة)؛ ومعروف أن سموه -أيَّده الله- يرأس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالمملكة، ولهذا فقد قامت المملكة بجهود باهرة أهَّلتها لاستيعاب ومواكبة التطورات السريعة بهذه التقنية.

وبهذا الصدد فقد لفت (د. حزام السبيعي الخبير السعودي بالبرمجيات والتقنية) بلقاء صحفي ومتلفز إلى أن المملكة ما زالت تستقطب عقولاً نَيِّرة بهذا المجال الحيوي؛ وأن الجهات المختصة سبَّاقة لوضع خطط للطوارئ تحسبًا لانقطاع الخدمات التقنية والذكاء الاصطناعي لما لها من دور أساس بحياة الناس اليومية وارتباط مجمل الدوائر والخدمات العامة بالمملكة بهذه التقنية كمؤشر على سبق السعودية وتقدمها على دول المنطقة باستخداماتها حتى باتت رائدة بهذا المجال ويشار إليها بالثناء والإعجاب من دول عالمية ومراكز دولية متخصصة متقدمة.

ومن فحوى الحديث فإن المملكة من أوائل الدول التي استثمرت وتبنّت تقنية المعلومات؛ وابتعثت لذلك آلاف المتدربين؛ وأسَّست لها بنية تحتية متينة؛ فنالت وما زالت الدرجة الأولى بالتقييمات بالمنطقة والسادسة عالميًا؛ ذلكم أن المملكة قد دخلت المجال التقني بعزيمة وإصرار وثقة لا مثيل لها بدعم من القيادة الرشيدة ومتابعة من مهندس الرؤية السعودية المباركة سمو ولي العهد -حفظه الله-؛ كما أن توجُّه الحكومة السعودية يقضي باستثمار العقود والصفقات مع كبريات الشركات والمراكز العالمية للتدريب وتوطين التقنية؛ مِمَّا كان له انعكاسات إيجابية تَظهَر ثمارها تِبَاعًا.

وكخبير متخصص طمأن د. السبيعي بأن لا خطر على فقد الناس للوظائف نتيجة لخدمات الذكاء الاصطناعي؛ وضرب مثلاً بظهور (الحاسوب) وخشية الناس آنذاك من فقدهم لوظائفهم فكان أن الوظائف قد تحورت لوظائف جديدة تتواءم مع معطيات الحاسوب ليس إلَّا؛ وهكذا يكون الحال مع تقنية الذكاء الاصطناعي؛ وعن المخاوف من تبعات تطبيقات (الذكاء الاصطناعي الواعي) واستخداماته بطرق غير واقعية؟ جاءت الطمأنة كذلك بأن مثل هذا الذكاء التقني الذي يُفكّر كالإنسان لا يوجد حتى الآن سوى بمراكز أبحاث محدودة؛ ومع هذا فالمملكة قد أنشأت مجلس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالرياض وأقرته اليونسكو؛ كما أن هناك (مجلس مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالعالم الإسلامي).

ومما يلفت الانتباه وجدير بالتأمل الحديث عن أن الأبحاث بهذا المجال لا تقتصر على مهندسي البرمجيات؛ بل بات من المفيد العودة لأبحاث المتخصصين بعلوم الأحياء والأعصاب والنفس وغيرها للتكامل بين التقنية وما يُدركه هؤلاء العلماء مِمَّا يدور داخل أطياف المجتمعات لتطوير العمل وتدارك الأخطاء والمخاطر؛ حتى أن علماء البرمجيات قد عادوا مؤخرًا لمؤلفات علماء المسلمين كابن سيناء وغيره مِمَّن كتبوا عن طبائع البشر والحيوان وبعض الكائنات فيما يتعلق بأفكار مشروعات ابتكار (حاسوب) يضاهي عقل الإنسان أو الحيوان! الحديث شائق واكتفيت بهذه اللمحات منه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد