عبده خال
كنت وما زلت أطالب ببذر الحب بين الناس، وأحياناً قد تطالب بأمر ما، ترى فيه الخير كله لكثيرٍ من الناس، وأثناء مطالبتك ترجو أن يصل ما تطالب به إلى قرار مسهل.
ومن أهم المطالبات التي تبنيتها منذ أكثر من 30 سنة، هي المطالبة بتسيير فكرة (التبرع بالأعضاء)، وفي كل مرة يظهر رأي فقهي يؤخر إنقاذ إنسان ما، وفي مطالبتي كنت أستند إلى أن الإنسان الخيّر الواعي، هذه النوعية من الناس لصاحبها خير؛ سواء أكان حيّاً أم ميتاً، وليس غريباً من يقوم بهذا الفعل، وأناس كثير قدّموا أعضاءهم بعد الموت، وقد تم توقيعهم على ذلك، فمن مات على ذويه إنفاذ وصيته، كما أن هناك أهلاً يقومون هم بالتبرع بأعضاء موتاهم، وهذا يعني أن الميت لا يزال يقدم البر والخير كونه سبباً في حياة آخرين، وكنت أستند إلى آية قرآنية فهمتها أن الإنسان كأنه يميت ويحيي بأفعاله الوقتية (حاضراً ومستقبلاً):
(مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) -المائدة: 32 -.
ولا يزال هذا الباب مغلقاً أو موارباً في حالات، كان بالإمكان حث الجميع على طرق هذا الباب الخيري وهو إنقاذ حياة من هو بحاجة للإنقاذ.
وقد قرأت لشيوخ وكتاب قد وصلوا إلى قناعة بأهمية التبرع بالأعضاء، وتعدّدت حالات إنقاذ الأحياء.
كما أن الميت ميت، فخير له ولذويه التبرع بأعضائه لمن هم في حاجة ماسة لعضو الإنقاذ.. وهذه الدعوة ليس بها أي نوع من أنواع التشاؤم، بل بها خير لك ولميتك، وكما قلت إن هناك أناساً كثراً يتبرعون بأعضائهم وهم أحياء، فالأمر له علاقة بالخير سواء أكنت حيًاً أم ميتاً، ولو قمنا جميعاً بحث الناس على التبرع بالأعضاء فنحن نتجاوز التلكؤ ونسارع على حث الناس على هذا الخير، ولو حدث ذلك، لما تأخر مريض أو مات في انتظار متبرع.
وتجديد فكرة أن تتبرع بعضو من أعضائك هي للذكرى، فتخيّل أن تكون ميتاً ويكون عضو من أعضائك لا يزال مسبحاً حامداً شاكراً لله وأنت تحت الثرى.