من أهم العقبات التي تعوق النجاح والتفوق والتميز، في مختلف مجالاتنا الحياتية، هي المخاوف التي تتلبسنا وتحيط بنا، والقلق الذي يسيطر على أفكارنا ويمنع الرؤية الصحيحة للواقع. الخوف من الفشل أو التعثر يجعل البعض يركن إلى الاعتيادية، وعدم المحاولة، وعدم الاندفاع المدروس المبني على الحقائق والمعارف، وقد تكون هناك تجارب سابقة تعرضنا فيها للإخفاق أو التراجع، أو تعرضنا لعقبات وصعوبات حدت أو منعت تحقيق نجاح ما، وما زالت تلك التجربة مؤثرة في واقعنا المعاصر، ومؤثرة في تفاصيل يومنا دون تغير، أو تبدل.البعض بسبب إخفاق ما، يبتعد عن الهدف، أو ينسحب تماماً من السعي والركض لتحقيق طموحه وغاياته، والبعض يأخذ وقتاً طويلاً حتى يعود لنفس الطموح والحماس، والمحاولة مرة ثانية. هناك دراسة أكاديمية حديثة تتحدث عن مثل هذه الحالة، نشرتها مجلة «علم النفس الاجتماعي التجريبي عام 2020» للباحثين هالغير شاوستاد، وروي وبميستر، ومايكل أنت، وقد كانت عبارة عن سلسلة من ست تجارب علمية بعنوان«العشب الأكثر خضرة أم العنب الحامض؟ كيف يقيّم الناس أهدافهم المستقبلية بعد الفشل الأولي؟». جاء في الدراسة أن «الأشخاص الذين فشلوا في مهمة ما قللوا لاحقاً من قيمة الهدف نفسه الذي كانوا يسعون إليه، في محاولة لا شعورية لحماية أنفسهم من الإحباط، وهي آلية دفاعية. بعد الفشل، كان الأفراد أقل ميلاً للعودة للمحاولة أو اتخاذ خطوات تطويرية نحو الهدف نفسه، رغم اقتناعهم السابق بأهميته». ومن أهم نتائج هذه الدراسة التي توصلت إليها «أن الخوف من الفشل وما يرافقه من مشاعر الإحباط أو عدم الجدارة، يعد من أهم الحواجز النفسية التي تعوق الإنسان عن الاستمرار في تطوير ذاته».تنبع المخاوف من الفشل بسبب التجربة والإخفاق، وما رافقها من واقع غير داعم، أو ناقد، أو حتى شامت، وهذا قد يحدث في مختلف بيئاتنا الاجتماعية، سواء في العمل، أو على مقاعد الدراسة، أو غيرها، ولكن المطلوب منا أولاً عدم انتظار الدعم، إذا لم يكن بالسهولة الحصول عليه، وثانياً عدم الإصغاء للأصوات التي تقلل من حالة الإخفاق، وتظهر هذا الإخفاق وكأنه طبيعي لأنه يفوق قدراتنا.يجب علينا الوعي بأن كل مهمة جديرة بالمحاولة مراراً وتكراراً لتحقيقها وتجاوزها والانتقال لهدف أكبر وأهم، وما الصعوبات والعقبات، وأي إخفاق، إلا حالات طبيعية، تحدث دائماً ومع جميع الناس، دون استثناء. www.shaimaalmarzooqi.com
لماذا الخوف والقلق؟
مواضيع ذات صلة