: آخر تحديث

«جائزة الملك فيصل.. أثر عظيم يخلد بالتكريم»

2
2
1

ناهد الأغا

«مجد الأفراد لا يصنعه الجاه والنسب والحسب؛ وإنما تصنعه أعمالهم العظيمة الهادفة إلى خدمة عقيدتهم وخير أمتهم وبلادهم والإنسانية كلها».

هذا الفيض الساحر من الحروف الذي يظهر لغتنا العربية وهي تكتسي ثوباً قشيباً ليس مجرد كلمات بل رحلة مثيرة في عالم التميز.. قالها سمو الأمير خالد الفيصل «رئيس هيئة جائزة الملك فيصل».

وعندما تذكر «جائزة الملك فيصل» فلابد أن يترافق وذكرها صفوة الابتكار بكل التفاصيل بدءاً من وصفها لغة وانتهاء بقيمتها المعنوية قبل المادية المحسوسة.. فهي الصرح السامق الذي يقف شامخاً ليكون وحياض التميز والإبداع صنوان، فيغدق تكريماً استثنائياً لجموع غفيرة من العلماء في شتى مجالات العلم أبوا إلا أن يكونوا عنواناً في سفر التاريخ الخالد. وكونها «جائزة الملك فيصل».. «أثر عظيم يخلد بالتكريم»؛ ففي الرياض 16 شوال 1446 هجري الموافق 14 أبريل 2025 ميلادي.. وتحت رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ونيابة عنه كرَّم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.. كرم الفائزين بجائزة الملك فيصل لعام 2025م في دورتها السابعة والأربعين «47»؛ وقد أقيم التكريم في قاعة الأمير سلطان الكبرى في فندق الفيصلية في الرياض.. وكان في استقبال سمو الأمير فيصل بقاعة التكريم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ حيث كان على رأس ثلة المستقبلين.. كما تواجد صاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن خالد الأمين العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية... كما كان الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبد العزيز السبيل.

وخير ما استهل به الحفل كانت تلاوة آيات من القرآن الكريم وذلك بعد تأدية السلام الملكي؛ جاء بعد ذلك كلمة ميمونة ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن فيصل بن عبد العزيز حيث نثر من خلالها أسمى عبارات الشكر التي رفعها لخادم الحرمين الشريفين.. كان شكراً مقروناً بامتنان قل نظيره لرعايته - حفظه الله - للجائزة.. كما أثنى من خلال كلمته على حضور سمو أمير منطقة الرياض ثناء موشى بعطر التقدير..

وجاء في سياق كلمة سموه قوله: «الحمد لله الواحد الأحد الذي وهبنا نعمة الإيمان به؛ وسخر لنا نعم الدنيا لنشكره ونعبده؛ ومن نعمه قيادتنا الرشيدة التي إن رأت أمامنا أبواباً موصدة للرقي والازدهار فتحتها؛ وإن وجدت أمامنا نوافذ مغلقة للرفعة والافتخار شرعتها؛ فبحمده نسير مطمئنين لنصل إلى ما استشرفه فيصل بن عبد العزيز لهذا البلد الطيب أن يكون مصدر إشعاع للإنسانية» وكانت تلك تهنئة كريمة من سموه للفائزين بالجائزة.

كانت الفقرة التالية كلمة الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبد العزيز السبيل التي قدم من خلالها الفائزين الستة، تخللها الثناء على إنجازاتهم والتقدير الذي يثمنه الجميع لعظم تلك الإنجازات الرائدة في مجالات خدمة الإسلام؛ الدراسات الإسلامية؛ اللغة العربية والأدب؛ الطب؛ والعلوم التي أسهمت جلها في تذليل العقبات وخدمة الإنسانية وتعزيز المعرفة بشتى صنوفها. فجائزة خدمة الإسلام لعام 2025م منحت لكل من : مصحف تبيان لخدمة ذوي الإعاقة من جمعية «لأجلهم» في المملكة العربية السعودية وامتنانا وتقديراً للمبادرة الرائدة في تقديم ومعرفة معاني القرآن الكريم بلغة الإشارة؛ سكبت عبر تطبيق إلكتروني تفاعلي صنف عالمياً الأول من نوعه؛ حيث يتيح لجميع الفئات والأفراد في المجتمع من ذوي الإعاقة السمعية فهم وتدبر القرآن الكريم؛ وكان ذلك إسهاماً عزز بقوة وبشكل شامل خطوات التعليم الإسلامي. كما منحت جائزة خدمة الإسلام لسعادة المستشار سامي عبدالله المغلوث؛ في الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية بالمملكة العربية السعودية لقاء الجهود الجبارة والاستثنائية في توثيق التاريخ الإسلامي وذلك من خلال الإعداد الدقيق وتصنيف أكثر من 40 أطلساً تاريخياً وجغرافياً.. كانت موضوعاته أبحاثاً لمختلف مراحل التاريخ الإسلامي بشخوصه وما ترك من آثار، حيث ترجمت الكثير من تلك الأطالس إلى لغات عالمية؛ كان لها الإسهام الفعال في نشر المعرفة الإسلامية التاريخية وعلى نطاق واسع.

وعن جائزة الدراسات الإسلامية التي كانت تحت عنوان «الدراسات التي تناولت آثار الجزيرة العربية»، حيث تم منحها بالاشتراك بين كل من : البروفيسور «سعد عبد العزيز الراشد» عالم الآثار السعودي تقديراً لجهوده التي أسهمت وبفعالية شكلت الأساس المتين في دراسة النقوش الإسلامية والتراث الأثري لشبه الجزيرة العربية. وكانت الجائزة قد منحت بالتشارك مع البروفيسور «سعيد فايز السعيد» تقديراً لأعماله الإبداعية الدقيقة والمقارنة في دراسة النقوش والكتابات القديمة في شبه الجزيرة العربية، وتثميناً لإسهامه الكبير في فهم الحضارات المنصرمة للإسلام.

أما عن جائزة الطب التي كانت تحت عنوان «العلاج الخلوي» فقد تم منحها لعام 2025م للبروفيسور ميشيل سادلين؛ الكندي الجنسية وهو أستاذ في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية؛ تقديراً لعمله وأبحاثه الرائدة في تطوير علاجات CAR-T المناعية التي أحدثت نتائج سريرية مبهرة وعالية الفعالية في علاج سرطانات الدم؛ التي كان من شأنها إحداث نتائج واعدة في أمراض المناعة الذاتية والأورام الصلبة.

وبشأن جائزة العلوم لهذا العام وكانت في مجال الفيزياء فقد فاز فيها البروفيسور سوميو ايجيما ياباني الجنسية؛ الأستاذ في جامعة ميجو اليابانية؛ تقديراً لاكتشافه الرائد لأنابيب الكربون النانونية التي تتم باستخدام المجهر الإلكتروني؛ فيما أسست أبحاثه التي تلتها حقلاً علمياً جديداً شكل إضافة رائدة في علوم المواد وتكنولوجيا النانو؛ مما أدى إلى انعكاسها إيجاباً على تطبيقات شاملة وفي مجالات عديدة من الإلكترونيات في الطب الحيوي.

وعن جائزة «لغة الضاد» لغتنا الغراء كان موضوعها «الدراسات التي تناولت الهوية في الأدب العربي» فقد تم حجبها لهذا العام؛ ويعزى ذلك لعدم ارتقاء الأعمال التي رشحت إلى المعايير المحققة للفوز بالجائزة.

هذا وقد حضر الحفل الميمون لفيف من أصحاب السمو الملكي وثلة من أصحاب السمو الأمراء وجمع من المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي للبعثات المعتمدة لدى المملكة العربية السعودية، إضافة إلى جموع المفكرين والمثقفين أصحاب الشأن من جميع أصقاع العالم. كيف لا وهو الحدث الذي يشكل تشريفاً لكل من يفوز بجائزته التي حق أن توصف وصفاً بيانياً يقطر عذوبة تختزله عبارة بليغة «أثر عظيم يخلد بالتكريم».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد