حسين الراوي
في سحوبات جوائز مهرجان الكويت للتسوق (يا هلا)، الذي كشف عن تورط أحد مُمثلي وزارة التجارة والصناعة المسؤول المباشر عن عمليات السحب مع امرأة مصرية حصلت بالزور والدجل على 4 جوائز قيّمة من سحوبات سابقة عدة لمهرجانات كويتية مختلفة هو ليست حكاية نصب عادية والسلام! لا أبداً.
فبحسب ما نشرته إحدى الصحف المحلية في يوم الاثنين 24 مارس 2025 «أن التحقيقات مع المسؤول في وزارة التجارة والمتهمة المصرية وزوجها كشفت وجود 5 أشخاص من الجنسية المصرية بالإضافة إلى أفراد من الجالية الهندية ضمن عصابة السحوبات». وذكرت الصحيفة «أن تلك العصابة يترأسها (الدومينيكي) كان من فئة (غير محددي الجنسية) قبل أن يحمل جنسية الدومينيكان أخيراً، فيما تم الكشف عن هروبه من البلاد فور القبض على المتورطين». وتابعت الصحيفة: «أن التحقيقات أسفرت عن اعتراف بعض المتهمين بالتلاعب في السحوبات، مشيرة إلى أن عدد السيارات والجوائز قابل للزيادة خلال الفترة المقبلة».
كشفت حكاية النصب تلك أن الإدارة المعنية في وزارة التجارة التي من مسؤولياتها متابعة ونزاهة تلك السحوبات لم تقم بعملها وفق القانون بحسب المهام المنوطة بها.
في بلادنا جوائز سحوبات عديدة منذ سنوات، 90 % من الذين يفوزون فيها هم من الجنسيتين الهندية والبنغالية، وبعض الأسماء العربية التي تتكرّر مرات عدة، وبعضها يتكرر لأكثر من 5 مرات! والمضحك أنه لم تأتِ أي جهة حكومية رقابية وتقوم بعملها بالتدقيق في أمر تلك السحوبات التي فاحت منها رائحة الزور والدجل والاحتيال!
قال لي ابني الصغير ثامر، في أحد المولات الكبيرة في الكويت بعد أن رآني لا آخذ (كوبونات يا هلا) من تلك المتاجر التي أشتري منها: لماذا يا أبي لا تهتم بأخذ كوبونات مشتريات ( يا هلا) لكي تضعها في الصناديق المخصصة لها؟
أجبته: يا ولدي طوال حياتي وأنا أرى تلك المهرجانات التسويقية وتلك الكوبونات وتلك المنشورات وتلك الصناديق ولا أعرف أي مخلوق من أهلي أو جماعتي أو قبيلتي أو أصدقائي أو زملائي في العمل أو جيراني فاز بأي شيء من تلك الكوبونات!
كنت أنا من أوائل الذين كتبوا في منصة (إكس) عن شبهة النصب والاحتيال التي دارت حول سحوبات مهرجان
(يا هلا)، وذلك بعد أن انتشر الفيديو المصوّر الذي ظهر فيه موظف وزارة التجارة وهو يخبئ أحد الكوبونات في كُم ثوبه، حيث وجهت ما كتبته نحو وزارة الداخلية ووزارة التجارة ووزارة الإعلام، ولقد جاءت منهم الاستجابة بشكل سريع، وهذا يدل على ذمتهم وضميرهم وحبهم لهذا البلد.
وزارة الداخلية لها شكر خاص من جميع المواطنين في الكويت، حيث استجابت بشكل سريع لنداءات الكثيرين من أبناء الشعب الكويتي لأهمية التفات رجال الداخلية إلى موضوع سحب الكوبونات، ولقد كانت استجابة وزارة الداخلية سريعة، بحيث قبضت على المتورطين في العملية قبل هروبهم من مطار الكويت إلى الخارج بحسب ما تم نشره في الصحف الكويتية.
في نهاية المقال، نرجو من وزارة الداخلية ونرجو من وزارة التجارة فتح ملفات الكثير من السحوبات السابقة، بعد انكشاف صناديق الدجل تلك التي كان يؤمل بصدقها ثم تبين أنها صناديق تكفر بالصدق والذمة والضمير!