: آخر تحديث

انتصار الجيش السوداني

5
4
4

خالد بن حمد المالك

يبدو أن الجيش السوداني أصبح الآن على موعد مع انتصارات ميدانية تتوالى بسرعة، وأن الدعم السريع يمر الآن بانتكاسات كبيرة، وأن رهان الخارج عليه من خلال دعمه في تشكيل حكومة موازية لا يعدو أن يكون إجراءً عبثياً قصد منه استباق خسائر كانت تنتظر الدعم السريع.

* *

كان بإمكان الجيش الشرعي والدعم السريع أن يوفرا على السودان والسودانيين هذا العدد المهول من القتلى، وهذا التهديم الممنهج للبنى التحتية، وتعريض البلاد إلى الانهيار الاقتصادي المؤثِّر على مستقبل السودان، وذلك من خلال الحوار الذي بدأ في جدة، وأفضى إلى اتفاق لكنه لم يتم الالتزام به.

* *

الآن ومع انتصارات الجيش المدوِّية آن لكل الأطراف أن يجلسوا معاً على طاولة واحدة للحوار والتفاهم على إيقاف الحرب، والتوجه نحو المصالحة، وتمكين الجيش من وضع الترتيبات المناسبة لمستقبل السودان، بعيداً عن الإملاءات الخارجية.

* *

تحرير القصر الجمهوري والطرق المؤدية إليه، وكذلك الوزارات، وتحرير وسط الخرطوم على يد الجيش، وتوقع تحرير جنوب الخرطوم من الدعم السريع، يؤكد أنه لا خيار أمام الدعم السريع عن التفاهم على ما يجنِّب السودان المزيد من القتلى والتهديم، خاصة بعد التطورات الميدانية الجديدة في الخرطوم، والنكسات المتتالية للدعم السريع على مستوى كامل السودان.

* *

في بداية الحرب بين الدعم السريع والجيش أسرعت المملكة بمبادرة فورية لتطويق واحتواء الأزمة، ودفن الخلافات، والقضاء على الفتنة، ورأب الصدع، بأن جمعت الفرقاء، وتوصلوا إلى اتفاق كان يمكن أن ينهي الأزمة في بدايتها، فلا يتعرض السودان إلى ما تعرض إليه من خسائر بشرية ومادية، ولكن النفخ الخارجي، لاستمرار القتال هو من أفشل المشروع الودي في حوار منبر جدة.

* *

على السودانيين، وبعد عامين من القتال، وبعد كل ما حصل، عليهم أن ينسوا الماضي، ويفكروا في المستقبل، فالحروب لا طائل منها إلا الخسائر، كما هو الوضع في السودان بعد هذا القتال المرير، الذي يمثِّل صفحة سوداء في تاريخ السودان الشقيق، ومرحلة فيها ما فيها من قصر النظر، وضعف الدراية، وتواضع التفكير لدى من فكر بالقيام بما قام به.

* *

السودان يحتاج إلى جيش واحد لا جيشين، وإلى حكومة واحدة لا حكومتين، وإلى وحدة الصف والكلمة، والمحافظة على مصالح المواطنين، والعمل على عدم تعريض السودان إلى الانقسام، وهذا كله مرهون بالوقوف صفاً واحداً، وبقلب واحد، ضد كل متآمر على السودان، وضد من يفكر بقبول إملاءات الخارج لتقويض أمن واستقرار واستقلال السودان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد