ناهد الأغا
نظراً لأهمية منطقة تبوك التاريخية وتنوع الأماكن والمعالم السياحية فيها؛ فهي تتبوأ مكانة مهمة؛ فمنطقة تبوك تجمع مقومات جغرافية شتى.
تتعدد فيها وتتنوع المعالم السياحية حيث تحوي البحر والسهل والجبل والآثار التاريخية الموغلة بالقدم، إضافة إلى طقسها المعتدل ومناخها اللطيف على مدار أيام السنة.
تقع منطقة تبوك شمال غرب المملكة العربية السعودية.. حدودها من الشمال الأردن وشرقا الجوف وحائل، ومن الجنوب المدينة المنورة وغرباً خليج العقبة والبحر الأحمر؛ فضلاً عن بعض محافظاتها الواقعة على ساحل البحر الأحمر، وهي محافظات حقل وضباء والوجه وأملج والبدع.. بينما كثبان النفوذ تعد الطابع الذي يميز محافظة تيماء وقد أطلق على تبوك عدة ألقاب أبرزها «تبوك الورد»؛ و«بوابة الشمال».
ولقبت بـ«تبوك الورد» كونها تشتهر بزراعة الورود التي تصدر محلياً وعالمياً؛ وتعتبر منطقة تبوك من المناطق الزراعية الكبرى في المملكة و70 % من المساحات المزروعة تتركز في مدينة تبوك تحديداً والمناطق المجاورة لها، ويعزى ذلك للوفرة المائية في مدينة تبوك وضواحيها.
تعتبر منطقة تبوك متحفاً متفردا يحتوي العديد من المعالم السياحية والتاريخية؛ وأبرزها :
قلعة تبوك الأثرية تم بناؤها في العصر العباسي، وهي نقطة التقاء محطات الحج المتموضعة على الطريق الواصل بين الشام والمدينة المنورة؛ تتكون القلعة من طابقين .. الأول يحتوي على فناء فيه العديد من الغرف وبئر ومسجد وسلالم توصل إلى الطابق الثاني الذي يحتوي مسجداً مكشوفاً فوق نظيره في الطابق الأول كما يحتوي العديد من الغرف ودرج يؤدي إلى الأبراج المستخدمة عادةً في القلاع لغاية الحراسة والمراقبة.. وقلعة تبوك تعتبر منطقة جاذبة للسياح ومحبي التراث وموقعها قريب من سوقي الطواحين والبادية.. فضلاً عن أنها محطة لاستقبال الحجاج القادمين من الشام.
ومن المعالم المدهشة السياحية والتاريخية أيضا «عين السكر» التي تعد من العيون الموغلة في القدم بالمنطقة.
أما آثار شعيب التي تعتبر من أهم معالم منطقة تبوك السياحية فيعود تاريخها إلى عصر الأنباط.. وهناك جبال الديسة وتشكيلاتها الطبيعية المدهشة، وكأنها لوحة فنية تباينت حجارها لتتنوع بأشكالها نتيجة نحت الماء والهواء لصخورها الرملية؛ مما أدى إلى تشكيل أعمدة صخرية ذات ارتفاع شاهق ومرسوم على كامل ارتفاعها النقوش النبطية والثمودية.
أما بئر هداج ذاك المعلم التاريخي فيعود بناؤه إلى الألف الأولى قبل الميلاد ويقع في تيماء جانب قلعة البلدة وقلعة الملك عبد العزيز؛ وقصر الحمراء.
أما عن «تيماء» فهي محافظة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تبوك تضم في جنباتها آثاراً متنوعة يعود تاريخها إلى ماقبل الإسلام ؛ وهي بالمقام الأول أي «تيماء» تعتبر من الواحات القديمة التراثية الجميلة... كما عثر فيها على نقوش وآثار يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد... وأخرى تم تدوين تاريخها إلى العصر الإسلامي المبكر... وأبرز آثار «تيماء»... «قصر الحمراء؛ مسلة تيماء ذات النقوش الآرامية؛ وقصر البجيدي» وبعضها كما أردفنا سابقاً تعود بتاريخها إلى العصر العباسي.
كذلك «متحف تيماء» أهم المعالم التي يفضل الزائر أو السائح زيارتها حيث يحتضن في ثناياه جميع المراحل التاريخية التي مرت بها المدينة... أي عصر ماقبل التاريخ إلى العصر الحجري والبرونزي ثم بعد ذلك ظهور الإسلام؛ ويتميز المتحف بقاعاته الكبيرة التي تحتوي على كافة العروض والتحف الأثرية.
وللشواطئ حكاية أخرى في الجذب السياحي في منطقة تبوك؛ ففيها:
«محافظة ضباء» التي تحتوي شواطئها على الشعب المرجانية، ناهيك عن الشواطئ الرملية كشاطئ السجدة والمويلح وشرما والخريبة وقيال والشواطئ الجنوبية فيها.
«محافظة حقل» ذات المكانة السياحية المهمة لرياضات السباحة والرياضات البحرية الأخرى؛ كذلك تحتضن شواطئها الشعب المرجانية؛ وتتعدد فيها المسابح المتواجدة على ساحل حقل كمسبح القفيف ومسبح حقل وأم عنم والسبهان والحميضة والوصل والشريح والسلطانية والباخرة.
«محافظة أملج» تتميز بطبيعتها الخلابة وشواطئها الجميلة كما تحتضن أشجار النخيل التي تمنحها منظراً متفردا يجعلها في مصاف المدن السياحية الأولى ؛ ومن شواطئ أملج هناك شاطئ المنطقة الجنوبية والدقم والشبعان والحسي والجرة وشواطئ جم الثميلة..
وبغنى آثارها وتنوع شواطئ محافظاتها وجمالها يجعل من تبوك المدينة ذات الثراء والجذب السياحي المتميز.