علي محمد الحازمي
تسارع كبير في قطاع التعليم العام من حيث الإصلاحات والاستثمارات الكبيرة لتحسين البنية التحتية والجودة والتوسع في برامج التعليم التقني والمهني والاهتمام بالتعليم الرقمي والتقنيات الحديثة، كل ذلك من أجل رفع جودة مخرجات التعليم بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 وتطلعاتها نحو مجتمع المعرفة. زيادة استقطاب المدارس الأجنبية العالمية من خلال تقديم حزمة من الحوافز والتسهيلات لفتح فروع لها داخل المملكة، واحدة من التوجهات الحالية التي تعكف عليها وزارات عدة يأتي في مقدمتها وزارتا التعليم والاستثمار لرفع تنافسية هذا القطاع وتعزيز مكانة المملكة كوجهة جاذبة للاستثمار في التعليم على المستوى الإقليمي والعالمي.
إن جذب عدد أكبر من المدارس الأجنبية العالمية لداخل السعودية أصبح ضرورة ملحة وذلك لتلبية الطلب المتزايد القادم من عوائل موظفي الشركات الأجنبية التي نقلت مقراتها إلى السعودية وذلك ضمن توجهات السعودية لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية التي لديها عقود مع القطاع الحكومي سواء كانت أجهزة رسمية، أو مؤسسات، أو هيئة، أو صناديق استثمارية. من انعكاسات ذلك التوجه، زيادة تدفقات رأس المال الأجنبي حيث تؤكد الأرقام نمو تدفق رأس المال الأجنبي في قطاع التعليم بأكثر من 300 % في العام 2022 ليناهز رصيد تلك التدفقات في قطاع التعليم المليار ريال، وهذا يتماشى مع توجهات السعودية في جذب رؤوس أموال أجنبية لتكون مساهمة بما لا يقل عن 5.7 % من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.
على الصعيد الاجتماعي؛ في ظل العولمة التي نعيشها اليوم لم تعد المدارس الأجنبية خياراً فقط لأبناء المغتربين والدبلوماسيين ومن في حكمهم، بل أصبحت بديلاً جيداً للآباء الذين يريدون إعداد أطفالهم للعيش والعمل في عالم أكثر ترابطاً وتشابكاً وتعقيداً، حيث تسهم المدارس الأجنبية في إيصال أفضل الممارسات والمناهج التعليمية من مختلف دول العالم مما يمنح الطلاب فرصة التعرف على المناهج والأساليب التعليمية المتطورة والمتبعة عالمياً. وحتى تتضح الرؤية، تم تصميم المدارس الأجنبية لتكون بيئات تعليمية فعّالة ومواتية؛ فهي توفر بيئة تعليمية تجمع بين الطلاب من مختلف الخلفيات الثقافية والجنسيات، هذا التنوع الثقافي يعزز التفاعل والتبادل الحضاري بين الطلاب ويسهم في صقل مهارات التفكير النقدي.