: آخر تحديث

الحاضر سيصبح أمساً

22
22
21

> أعلنت «ردبوكس» (Redbox) إغلاق محلاتها التجارية نتيجة إعلان الشركة الأم توقفها التام عن العمل. الشركة كانت إحدى أكثر شركات أسطوانات الفيديو نجاحاً في الولايات المتحدة، ونجاحها المذكور تجاوز نجاح محلات «Blockbusters» الشهيرة.

> حتى 12 سنة مضت، كان في إمكان «ردبوكس» حصد 40 مليار دولار من خلال خدماتها التي شملت تأجير وبيع أفلام على النت للمشتركين. خلال تلك الفترة بدت كما لو أنها ستعيد لسوق الأسطوانات نشاطه قبل غزو منصّات الأفلام مثل «أمازون»، و«نتفليكس».

> في حين يترك ذلك هذه المنصّات على قمّة «بزنس» التوزيع والإنتاج المنزلي، فإن إقفال الشركة المذكورة هو نهاية حقبة من تاريخ العروض المنزلية بدأت في الثمانينات وعاشت فترة ازدهار فريدة من نوعها حتى، بل وقبل وصول «ردبوكس» إلى ميدان العمل أيضاً.

> كثيرون يتذكرون تلك المراحل: أشرطة الفيديو سريعة العطب، ومن ثم الأسطوانات الكبيرة التي تشبه ألبومات الغناء، ودخول الأسطوانات الصغيرة السوق بنشاط ونجاح من دون أن تتأثر صالات السينما بذلك.

> هذا على عكس ما تشهده المرحلة الحالية إذ باتت مشاهدة الأفلام على النت تشبه الحاجة لوجبة الطعام. حسب صديق مطّلع، الكل يتحدّث عن «نتفليكس» في العالم العربي على الرغم من أن إنتاجاتها لا تخلو من التكرار وتتماثل مع أكثر أفلام الصالات لهواً.

> مع ما حدث في الأسبوع الماضي من انقطاع الأنظمة الإلكترونية عن العمل في العديد من الدول لا بدّ أن يثير بعض خيالنا الحال إذا ما اصطدمت التكنولوجيا الحديثة بصعوبات مماثلة في المستقبل أو تعرّضت لاحقاً للتوقف لسبب ما.

> بذلك لا شيء يعوّض الخروج من البيت إلى المقاهي والمكتبات ودور السينما. لا شيء يشبه الأمس، والحاضر بدوره سيصبح أمساً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.