عندما يقال إننا نعيش في قرية صغيرة، فذلك دلالة على تواصل وترابط مختلف أرجاء الكرة الأرضية، فالمسافات البعيدة باتت متقاربة، بسبب شبكة الاتصالات القوية، والتي تنقل الصوت والصورة، فضلاً عن رحلات الطيران، وخطوط الملاحة البحرية، والطرق البرية.
مع مثل هذا الوضع المتشابك الذي كثر فيه التعامل وتبادل المعلومات، بل وتبادل الخدمات والمشاريع والاستثمارات، فضلاً عن التواصل الاجتماعي والاندماج، ظهرت الحاجة إلى مهارات التعامل مع الخلفيات الثقافية، والتوجهات المختلفة، وهو ما يعني الحاجة إلى فهم تلك الثقافات، وتبني نهج التسامح والتقبل، والتواصل والتفاهم المتبادل.
وهذا يعني أن المعرفة والإلمام بتلك الثقافات والتقنيات الحديثة ومعلوماتها الكثيفة، أسهمت في وضع أي معلومة نريد الحصول عليها في متناول اليد، وبالتالي عملية الفهم والمعرفة بأي ثقافة وما يميزها متاحة وموجودة ويمكن الحصول عليها بضغطة زر.
ولعل الخط العريض في هذا الجانب هو الاحترام والتسامح مع التوجهات الأخرى، والثقافات البعيدة عنا. أما الجانب الثاني، فهو يتعلق بتطوير المهارات في التعامل مع الناس، بصفة عامة، والكتب والمحاضرات، فضلاً عن أن المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت قد تكون مناسبة وتمنح المعلومات التي نحتاج إليها في هذا المضمار.
ولا ننسى أن الحوار والنقاش والتعامل مع الناس، من خلفيات ثقافية وتوجهات متباينة، هي جزء من الحياة الحديثة، وجزء مهم من عالم اليوم، فالتعدد والتنوع باتا واضحين وملاحظين، ولذلك يبقى تعلم الطرق والمهارات المناسبة في التعامل والتعاطي مهمة شخصية منوطة بكل واحد منا. يجب أن يكون الاحترام ماثلاً وموجوداً وواحداً من القيم الأساسية، ويجب أن نحترم الآراء والمعتقدات، ونظرة الآخرين للعالم، فالتعاطف والتقبل لغة عالمية الجميع يفهمها ويدركها.
لذا من الأهمية إدارة المواقف التي تتطلب تعاملاً مع الآراء المختلفة، أو قيماً مغايرة، بحكمة وانفتاح وتسامح، ومشاركة وجهات النظر بأدب واحترام، والاستماع لوجهات النظر دون أي تحيز أو تعصب. ويمكن التدرب وتعلم هذه المهارة من خلال المعلومات المتاحة، ولا ننسى أن قوة التقنيات الحديثة وقوة الاتصالات الحديثة، جعلتا التواصل البشري مستمراً وممتداً إلى مختلف جهات العالم، ومعه نحتاج فعلاً إلى مهارات وعلوم ومعلومات تمكننا من بناء تواصل فعال ومثمر وإيجابي.
www.shaimaalmarzooqi.com