في كل موسم حج يتم تقديم خدمات جديدة لضيوف الرحمن تجعل أداءهم النسك أكثر سهولة وبانسيابية تامة، ليتفرغوا لأداء فريضتهم من دون أن يعكر صفوها أي نقص في الخدمات التي بفضل من الله أصبحت متكاملة يشهد لها القاصي والداني، فالمملكة ومنذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وهي تقوم على رعاية الحجاج، وتسخّر لهم إمكاناتها كافة منذ أن يطؤوا أرض بلادنا الغالية إلى أن يغادروها، فهي تقدم أكثر من 200 خدمة رئيسية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي المشاعر المقدسة، وهذا يتم سنوياً، وتضاف لها سنوياً خدمات قد يحتاجها الحاج، فمثلاً الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» تقدم خلال موسم حج هذا العام عددًا من الخدمات التقنية المتقدمة التي تسهم في خدمة ضيوف الرحمن تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة، ومنها منصتا: «بصير» و»سواهر» الذكيتان. و»بصير» عبارة عن منصة وطنية ذكية تعتمد على عدة أنظمة تقنية تعمل بخوارزميات وطنية تُعنى برصد وإدارة الحشود في المسجد الحرام، والتعرّف على السلوكيات وتعابير الوجه، وعدّ الأشخاص في المطاف والمنطقة المركزية للمسجد الحرام، وتحديد كثافة الأشخاص في المطاف، والكشف عن التائهين مع تطوير نظام يعطي قراءات صحيحة لمعرفة مناطق الزحام القريبة من المسجد الحرام لتسهيل حركة سير المركبات، ويعد «بصير» أول نظام رؤية حاسوبية لحظي على مستوى المملكة، ومن أضخم الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط في إدارة الحشود، ورغم أن الذكاء الاصطناعي مازال في بداياته نوعاً ما إلا أن استخدامه لخدمة جموع الحجيج أصبح واقعاً، وتلك ليست النهاية إنما هي البداية، والقادم أفضل بحول الله وقوته، وفي حج هذا العام تم إطلاق خدمة (التاكسي الجوي ذاتي القيادة) التي ستسهم في نقل حجاج بيت الله الحرام بين المشاعر المقدسة والمساهمة في تيسير التنقل أثناء حالات الطوارئ ونقل المعدات الطبية، وتقديم الخدمات اللوجستية عبر نقل البضائع.
الله -عز وجل- شرف بلادنا بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وهي لا تألو جهداً إلا وبذلته في سبيل تيسير الحج، فهاهي تسخّر أحدث التقنية ليكون الحج رحلة إيمانية خالصة لا تشوبها شائبة، فراحة الحاج وأمنه وسلامته هدف سامٍ يتم تحقيقه عاماً بعد آخر، وهذا غيض من فيض، الخدمات التي يتم تحديثها سنوياً لتواكب التطورات كافة، وهناك إضافات أخرى مستقبلاً ستجعل من الحج رحلة روحانية لا تشوبها شائبة.