استطاعت الرواية في الآونة الأخيرة أن تأخذ حيزاً أكبر من الفنون الإبداعية الأخرى كالقصة القصيرة والشعر وغيرها، وأصبحت أكثر ازدهاراً وتطوراً، ولها ميزات أو امتيازات وفضائل الشعر، بحيث يمكن القول إنها باتت ديوان العرب من حيث قدرتها على استيعاب جميع الفنون الأدبية.
هذه التساؤلات وغيرها تم طرحها ضمن فعاليات اتحاد كتاب وأدباء الإمارات خلال معرض أبوظبي للكتاب في دورته الأخيرة، حيث عقدت جلسة نقاشية بعنوان: الرواية ديوان العرب بين الوهم والحقيقة؟ وتطرقت المحاضرة لعدد من المحاور المهمة أهمها: هل أصبحت الرواية ديوان العرب؟، حيث تم استعراض تاريخ الشعر، وكيف كان ديوان العرب في العصر الجاهلي والعباسي والأموي وغيرها من العصور التي كان فيها الشعر وسيلة للتعبير عن النفس وتوثيقاً للأحداث والتعليق على المعارك والحروب ومدح وهجاء الأشخاص، ولم يكن يعرف العرب قديماً أشكال السرد المختلفة، وأن لكل جنس أدبي مساحته الخاصة للتعبير عنه، وطرحت مجموعة من الأسئلة والاستفسارات في الندوة حول نسب بيع الرواية، وما هي جودتها ومحتواها، وهل ترتقي أن تكون ديوان العرب؟ وتم طرح مجموعة من التحديات التي أدت إلى تقهقر تداول الشعر في حين أن الرواية قد تصدرت المشهد الثقافي وأصبحت مطلباً للدور وتهافت الكتاب، مما زاد الإقبال على هذا الجنس الأدبي، بالإضافة إلى أن الجوائز في الوطن العربي باتت تركز على الرواية دون غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى، مما فرض تسمية مجازية «الرواية ديوان العرب» لأنها قادرة على احتواء جميع الأجناس الأدبية، بما فيها الشعر والقصة والتشكيل والمسرح والنثر والحكاية والأساطير وغيرها من الفنون الأخرى، وقد اتفق أغلبية الحضور على أن ذائقة القارئ تحكم عالم الكتابة اليوم، لذلك فإن المسميات في عالمنا الأدبي متغيرة بمرور الزمن والأدب في الوطن العربي تتفاوت مستوياته.
ويبقى السؤال هل حقاً الرواية ديوان العرب؟