من يريد في هذا العالم – فعلاً – حل الدولتين بين إسرائيل وفلسطين؟
بالتأكيد الشعب الفلسطيني المناضل الصبور الذي عانى وتحمل ما لا تطيقه الجبال، يريد تسوية عادلة مشرفة تتيح له إقامة دولة وطنية مستقلة ينعم فيها بالاستقلال والسلام والسلامة، بحيث تنتهي مواسم المجازر السنوية التي يتعرض لها من سلطة الاحتلال الإسرائيلي منذ الثلاثينيات حتى يومنا هذا.
حكم اليمين التلمودي المتطرف الذي يشكل مركز الثقل في الائتلاف الحاكم يؤمن إيماناً عقائدياً راسخاً بأن إسرائيل بمعنى أرض الميعاد هي أراض يهودية خالصة وهبت لشعب الله المختار، وأنه لا بد – عقائدياً – من العمل بكل وسيلة وبكل جهد للمحافظة على نقاء الجنس اليهودي وحده على العيش على هذه الأرض.
مشاركة أرض الميعاد من منظور بن غفير وسموتريتش والأحزاب الدينية والصهيونية، التي تشكل مركز الثقل في الكنيست الإسرائيلي الحالي، مسألة مرفوضة تماماً ومضادة لمنطق هذا الائتلاف المسيطر على مفاصل الدولة والأجهزة الأمنية الآن.
حل الدولتين ممكن من الناحية النظرية إذا توفرت 3 شروط رئيسية:
1. الإيمان الحقيقي لدى أصحاب القرار في إسرائيل وفلسطين أن العيش المشترك يستلزم تسوية تاريخية يجب دفع ثمنها من الجميع.
2. الإيمان الشعبي بأن النظام الدولي والوضع الإقليمي الحالي والمستقبلي لا يقبل إنهاء إسرائيل، أو فناء الشعب الفلسطيني.
من هنا يصبح منطق الإبادة من ناحية إسرائيل، أو التحرير الكامل من جانب الفلسطينيين غير متاح وغير ممكن.
3. يلزم أيضاً أن تكون هناك إدارة أمريكية تسعى لإنقاذ إسرائيل من نفسها وتضغط عليها من أجل تحقيق سلام شامل وعادل. ويلزم ذلك أن تطلب إيران من وكلائها في المنطقة المساعدة على تسوية حقيقية بدلاً من العمل على تعطيل أي جهد حقيقي – إن وُجد – لتحقيق السلام.
إذا ما تحقق ذلك كله، هنا فقط يمكن تصور تحقيق حلم الدولتين.