الهواء والماء والغذاء من أساسيات حياتنا، ونمونا، وأي خلل في هذه المنظومة يعني خللاً في جودة حياتنا، حيث المرض والوهن والضعف، ومن هنا نفهم البعض من الملفات العالمية الشائكة التي تتعلق بالمناخ وحماية البيئة، لأن الخلل في منظومة البيئة وتزايد التلوث يعني تدهوراً في هذه المنظومة الثلاثية الحيوية، عدم نقاء الهواء الذي نتنفس، وتلوث الماء الذي نشربه، وتناقص الغذاء الذي نحتاج إليه. يعني الموت، ليس للإنسان وحسب، وإنما لكافة الكائنات الحية.
لذا تظهر ملفات حماية كوكب الأرض من التلوث، أو من أي ممارسات قد تؤدي إلى تدهور التوازن البيئي الضعيف، ودون شك عندما يتعرض الماء والهواء والغذاء، للتلوث، فإن النظام البيئي برمته سيعاني خللاً بالغاً، مثل نقص في التنوع البيولوجي، وانقراض البعض من الكائنات الحية، وتدهور واضح في عدة نظم بيئية طبيعية، ومعها تبدأ سلسلة من فشل استدامة الحياة وجودتها للإنسان ولجميع الكائنات الحية.
التلوث له تأثير مباشر على صحة الإنسان، وله أضرار بالغة على الحياة برمتها، فالهواء عندما يحمل كيماويات وجسيمات صغيرة، يمكن أن تؤدي لأمراض في التنفس مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، بل وأمراض أشد مثل القلب والأوعية الدموية، وتلوث المياه، يسبب الكثير من الأمراض المعدية، وعندما تصل درجة التلوث للمياه الجوفية، فإن هذا يعني تلوث المحاصيل الزراعية، وهو ما يعني التسمم الغذائي.
مواضيع حماية كوكب الأرض، ومكافحة التلوث، وصون الحياة البيئية والمحافظة على الطبيعة، وسنّ قوانين لمناطق محمية، جميعها مهام نبيلة، ومهمة للحياة ولجميع الكائنات الحية.
يجب ألا نغفل عن الاهتمام بهذه المنظومة الثلاثية: الهواء والماء والغذاء، وأن يكون هناك إدراك للأثر المدوي على حياة الإنسان، وجميع الكائنات الحية، وأي خلل يصيب واحداً من هذه العناصر الثلاثة، هو تهديد للبقية دون استثناء. الهواء والماء والغذاء، كتلة واحدة، عندما يتعرض الهواء للتلوث، فإن الماء والغذاء، يصابان أيضاً بالتلوث، والحال نفسها، عندما نلوث المياه، والمياه الجوفية، فإن الأثر يصيب الهواء والغذاء على حد سواء، لذا التلوث ممارسة كارثية، ونتائجه مدمرة وشاملة على منظمة الحياة بأسرها.
ولا أبالغ عند القول إن أمراضاً مثل: أمراض التنفس، والقلب، والرئة، والسرطان. هي نتيجة خلل وتلوث أصاب واحداً من عناصر الحياة الثلاثة، فلنحمِ حياتنا، ونحافظ على جودتها، ولنحمِ الكائنات الحية بأسرها، بمكافحة الملوثات أياً كان نوعها وصنفها ودرجتها.
www.shaimaalmarzooqi.com