يتعمد بعض رؤساء العمل تعطيل ترقيات بعض مرؤوسيهم وحجب فرص التقدم في السلم الوظيفي والحصول على الدورات واستحقاق المكافآت لأسباب شخصية وليست مهنية، ربما دون إدراك أن في ذلك ظلماً وتعسفاً في استخدام السلطة، وإذا أدرك فالمصيبة أعظم !
ومثل هذه الممارسات تؤثر على كفاءة وإنتاجية الإدارة والمؤسسة، فالموظف الذي يشعر بأنه مظلوم وضحية محاباة ومعاملة غير عادلة لن يؤدي عمله كما ينبغي حتى وإن تميز عمله بالإخلاص والتفاني والوفاء بواجباته الوظيفية، فالشعور بالغبن يقتل أي رغبة في الاجتهاد والبذل والعطاء !
هؤلاء الذين يقحمون مشاعرهم الشخصية في التعامل مع مرؤوسيهم ويتعمدون تعطيل ترقياتهم وحرمانهم من ميزات إنجازاتهم وعدم تقدير أعمالهم يجب أن يفهموا جيداً أنهم يتحملون أمانة مهنية وقبل ذلك أمانة دينية في الوفاء بالحقوق والعدل والإنصاف، وممارسة المحاباة والتسلط والتعسف والظلم الوظيفي شكل من أشكال الفساد الإداري الذي يوجب المحاسبة، فرئيس المؤسسة أو مدير الإدارة لا يدير مُلكاً خاصاً بل يتولى مسؤولية عامة سواء كان في القطاع العام أو الخاص، بل إن مبدأ العدل والإنصاف لا يسقط في إدارة العمل الخاص فما بالك في غيره ؟!
هذه العلاقة الوظيفية ليست علاقة أبدية، وذات يوم يتفارق الرئيس والمرؤوس، وعندما يلتقيان في شارع عام أو مجلس خاص يجب أن يزرع الرئيس ما يحصده لاحقاً من ذكرى طيبة ودعاء صادق بعد أن تنقطع العلاقة وتنتفي المصلحة، بدلاً من ذكرى سيئة تشوه السمعة، ودعاء مظلوم ليس بينه وبين الله حجاب !