: آخر تحديث

ليس من حق الشاب إضاعة شبابه

10
7
10

يجب الحرص على البدايات، ولذلك مرحلة الشباب مرحلة مهمة، فما تبنيه في البداية تجنيه في النهاية، وقد قال الأول: هذه أعضاء حفظناها في الصغر، فحفظها علينا ربي في الكبر، ولذلك ما يقوم به البعض من تبرير للشباب، بأنه لابد أن يحصل في مرحلة الشباب انحرافات أمر خاطئ وله آثاره، مرحلة الشباب هي مرحلة البناء الحقيقي ولذلك يجب أن تعطى حقها بالاهتمام والرعاية والوقاية الفردية والمؤسسية.

عندما نقرأ سيرة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه نجد السمو الأخلاقي والعظمة التي كان عليها لم تبدأ بتشرفه بنزول الوحي، بل كانت منذ بداية حياته وكانت متجلية في مرحلة شبابه، حيث ذكرت كتب السيرة: نشأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ صباه سليم العقل، وافر القوى، نزيه الجانب، فترعرع وشب ونضج، وهو جامع للصفات الحميدة والشيم النبيلة، فكان طرازاً رفيعاً من الفكر الصائب والنظر السديد ومثالاً في مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال، امتاز بالصدق والأمانة، والمروءة، والشجاعة، والعدل، والحكمة، والعفة، والزهد والقناعة، والحلم، والصبر والشكر، والحياء والوفاء، والتواضع والتناصح وكان على أعلى قمة من البر والإحسان كما قال عمه أبو طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وكان وصولاً للرحم، حمـولاً لما يثقل كواهل الناس، يساعد من أعدم العيش حتى يصيب الكسب، وكان يقري الضيف، ويعين من نزلت به النوازل.
وقد حاطه الله بالحفظ والرعاية وبغّض إليه ما كان في قومه من خرافة وسوء، فلم يشهد أعياد الأوثان واحتفالات الشرك، ولم يأكل مما ذبح على النصب أو أهل به لغير الله، كان لا يصبر على سماع الحلف باللات والعزى فضلاً عن مس الأصنام أو التقرب إليها.
وكان أبعد الناس من شرب الخمر وشهود الملاهي حتى لم يحضر مجالس اللهو والسمر ونواديها التي كانت منتزه الشباب وملتقى الأحبة في مكة.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمنيبرسالته، قلت: ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب، فقال: أفعل، فخرجت حتى إذا كنت عند أول دار بمكة سمعت عزفًا، فقلت : ما هذا؟، فقالوا : عرس فلان بفلانة، فجلست أسمع، فضرب الله على أذني فنمت، فما أيقظني إلا حر الشمس...»
ننتظر منكم الكثير شبابنا، وأنتم أهلٌ لها بحول الله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.