تتجه المملكة مع الرؤية 2030 إلى خيار التصنيع، وهذا الخيار يجد من القيادة الرشيدة اهتماماً غير مسبوق، فالمملكة تتعامل مع إمدادات المعادن الرئيسية، على أنها تمثِّل أهمية كبيرة، لتحقيق التحول الصناعي في المملكة، ومن المستهدفات في ذلك بحلول 2030م 500 ألف سيارة كهربائية، وهذا يعني الحاجة إلى النحاس والألمنيوم والليثيوم والكوبالت والنيكل، وفي مجال الفضاء والدفاع، حيث تطوير نظام الأقمار الصناعية، وإطلاق بعثات استكشافية للفضاء، فلا بد من استخدام البلاتين والمعادن الأرضية النادرة والتيتانيوم وتنجتين، وحول التصنيع والمشاريع الضخمة، والاتجاه نحو توطين 79 % من سلاسل الإمدادات، فقد أشارت معلومات الوزارة إلى توظيف التنجستين والحديد والنيكل في هذا النوع من الصناعات.
https://elaph.com/Web/NewsPapers/2023/12/1524405.html
وعن الطاقة النظيفة والمتجددة وتخزينها تتحدث تقارير الوزارة، والتأكيد عليها من الوزير ونائبه على إنتاج 17 جيجا من الطاقة النووية، وإنتاج 40 جيجاوات من الطاقة الشمسية، و16 جيجاوات من طاقة الرياح، مع تصنيع 200 ألف نظام تخزين للطاقة، وتطوير نظام الأقمار الصناعية، وإطلاق بعثات استكشاف الفضاء، وتوطين 70 % من سلاسل الإمدادات، كل هذا سوف يتم باستخدام إمدادات من أنواع المعادن، التي تمثِّل أهمية كبيرة لتحقيق التحول الصناعي بالمملكة.
وتخطط الوزارة لتكون المملكة مركزاً للمعادن والخدمات التعدينية، ولدى وزارة الصناعة والثروة المعدنية ثقة عالية في تحقيق ذلك، وتعمل الوزارة لأن تكون بلادنا مركزاً عالمياً لمعالجة المعادن والخدمات التعدينية، فمشروع (نيوم) يركز على تطوير تقنيات جديدة ومستدامة في مجالات مثل الطاقة والنقل والتصنيع، وستكون المملكة رائدة في مجال الطاقة المستدامة، بما يخلق فرصاً لدعم المشاريع خارج المملكة وداخلها، مع الاستثمار في تمويل الاستكشاف وتطوير سلاسل التصنيع، علماً بأن نظام الاستثمار التعديني يمثِّل تطوراً جذرياً في القطاع، إذ يركز على الشفافية، وبناء الثقة لدى المستثمرين، كما أنه يعد نموذجاً لاقتصادات التعدينية النامية.
ولا بد من التذكير بأن لدى قطاع التعدين إنجازات منذ تم اعتماد وإطلاق الإستراتيجية الشاملة لقطاع التعدين والصناعات التعدينية عام 2017م أبرزها اعتماد نظام الاستثمار التعديني ولائحته التنفيذية، وإطلاق البرنامج العام للمسح الجيولوجي على مساحة 700 ألف كم2، وقد تم الانتهاء من 55 % من المساحة المستهدفة، وتمت رقمنة جميع البيانات الجيولوجية التي تم الحصول عليها على مدى 80 عاماً، وأصبحت متاحة للجميع عبر منصة إلكترونية موحدة، وكذلك إطلاق منصة لإصدار التراخيص التعدينية، وإنشاء شركة (منارة المعادن للاستثمار) كذراع استثمار تعديني للمملكة في مختلف دول العالم، وتنظيم مؤتمر التعدين الدولي في الرياض.
هذا بعض ما تسنى لي قوله في هذه الحلقة من حديثي عن المعادن والتعدين في المملكة، اعتماداً على تقارير الوزارة، وعلى ما تحدث به معالي الوزير ومعالي نائبه، حاولت أن أبسط الأرقام، والإحصاءات، وعرض المعلومات، وأن أجتزئ منها ما أعتقد أنه من الضروري أن يتعرف الجميع على النفط الآخر.
(يتبع)