: آخر تحديث

غادرنا وترك أثره

7
7
7
مواضيع ذات صلة

ما ان تنطق باسم عبدالعزيز سعود البابطين حتى تشعر بالفخر والتباهي في عالم الثقافة والشعر واللغة العربية في العالمين العربي والإسلامي.

عرفت العم عبدالعزيز البابطين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من خلال المنتديات التي كان يقيمها ويتبنى أفكارها وموضوعاتها.

يستضيف فيها أكبر الأسماء العالمية. كل هذه الاسماء كانت تقف بكل احترام وتقدير جميعهم احتراما لاسم الكويت والنشيد الوطني.

كلمته التي كان حريصا ان يلقيها بكل منتدى وهو بكامل صحته وعافيته لم يتغاض عنها في حالات مرضه ووهنه.

كلماته كانت تنطق بالكويت ويلقيها بلسان كويتي محب مخلص معطاء، لم ينتظر أي كلمة ثناء أو شكر، ودون أي من مِنة منه، لأن كل ما يقوم به.. يقوم به بحب خالص.

وللأسف أقولها، اليوم ندر أن تجد مثل العم بوسعود رحمه الله، ملامح وجهه تنبض بتباشير الخير وكل العطاء وكل التقدير.

كل حرف في اللغة العربية لغة الضاد.. يقف احتراما وتقديرا لدور هذا الرجل، لانه لم يبخل يوما على اللغة العربية بشيء من ماله وجهده وطموحه.

رحمه الله هو صاحب الاحترام الفائق الذي يتعامل فيه مع كل من يقابله صُدفة أو عن سابق موعد.

هذا الرجل العظيم والكبير ربى أجيالا من الشباب من آل البابطين وغيرهم ممن تعامل معه، تعلموا منه الأخلاق العالية والأدب والرقي، والكلمة الحقة والابتسامة الصادقة بكل ما تحمل من عبارات الترحيب والتهليل..كان يقابل بها كل ضيف في مثل هذه المنتديات أو خارجها.

للأسف أقولها وإن كان هذا هو قضاء الله وقدره.. فقد فقدت الكويت اعلاما ثقافيا عربيا إسلاميا وشعريا، دون أن تتكبد الحكومة الكويتية فلسا واحدا.. مقابل كل هذا المردود، وهذه الدعاية التي ندر أن تجدها في شخوص آخرين بدول أخرى، وبهذا المستوى من العطاء وهذا المستوى من الحب وهذا المستوى من الاصرار على الاستمرار، رغم كل الظروف التي قد تمنعه من استمرار رسالته، الى ان حان يوم لقائه بربه.

رغم تردي حالته الصحية عاما بعد عام، إلا أنه كان يصر على التواجد في كل جلسات المنتديات التي عقدت في العواصم الأوروبية والعربية، وكان آخرها المزمع أن يقام في القاهرة،. بعد أن تلقيت دعوة لحضور هذا المنتدى قبل يوم واحد من خبر وفاته.

رحم الله هذا الإنسان وأسكنه فسيح جناته وعوض الله به أبناءه وأبناء اخوته من أهل البابطين الكرام، لعلهم يعيدون شيئا بسيطا مما قدمه هذا الإنسان الكبير، وما تركه من إرث عظيم.

أتمنى أن تقوم دولة الكويت بتخليد ذكرى هذا الإنسان العظيم بشكل يليق بشخصه وبتاريخه وعطائه، بمكانته واسمه، بإرثه ومردود هذا الارث على الكويت.

كل التعازي القلبية بوفاة فقيد الكويت فقيد الإنسانية كافة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي عاش ومات كبيراً في إنسانيته وطيب قلبه وحكمته.

هنيئاً له هذا الذكر الطيب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.