: آخر تحديث

واجبات أردوغان حيال الاعتداءات العنصريّة ضدّ العرب!‏

25
26
28
مواضيع ذات صلة

بعيداً من منطق التحريض أو الاستخفاف، لم يعد موضوع ‏الاعتداءات العنصرية المتكررة ضد السوريين والسياح ‏العرب في تركيا، بالأمر الهامشي الذي يمر به المراقب من ‏دون أن يتوقف عنده. ‏

فالأمر يتكرر يومياً في العديد من المدن التركية، ووصل في ‏حالة اللاجئين السوريين إلى مرحلة خطيرة للغاية من خلال ‏القتل المتعمد، أو إلحاق الأذى الجسدي الخطير. أما بالنسبة ‏إلى السياح العرب، وهنا أنا لا أتحدث عن السائح الكويتي في ‏طرابزون الذي تحوم شكوك حول صحة روايته حيث زعم أنه ‏تعرض لاعتداء من قبل مواطنين أتراك. بل أتحدث عن ‏حوادث متنقلة في مدن عدة، ومن بينها أنقرة، والأهم ‏إسطنبول، حيث شكا زائرون عرب من الخليج من تعديات ‏تعرضوا لها في الشارع أو في محال تجارية.
 
ونحن هنا لا ‏نريد أن نؤجج المشاعر، لكن مجرد أن يتحدث الرئيس رجب ‏طيب أردوغان علناً في الإعلام عن مسألة الحوادث ذات ‏الطابع العنصري معناه أن الأمر ليس تفصيلاً، ولا هو عابر. ‏ثمة نسق ممنهج للاعتداءات. ويقيننا أنه يستهدف أردوغان ‏نفسه بمقدار ما يستهدف الزوار العرب، أو اللاجئين السوريين‏‏. ففي وقت عمل الرئيس التركي قبل الانتخابات الرئاسية ‏الأخيرة التي فاز فيها بولاية ثالثة، ثم بعدها من أجل تصفير ‏مشاكله العربية، وخصوصاً مع دول الخليج العربي، وقام بعد ‏انتخابه بجولة قادته إلى الخليج ونجحت جهوده لاقتناص ‏فرص تجارية واقتصادية كبيرة، أتت هذه الاعتداءات التي ‏تكررت بشكل مر أو نقطة جذب لاستثمارات عربية. وللعلم ‏فإن الاعتداءات وإن تكن قليلة نسبة إلى عدد السياح، أو إلى ‏عدد السكان في تركيا، وبالتالي لا تمثل مناخاً تركياً شاملاً، ‏انتشرت مشاهدها وصورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ‏إلى حد أنها أثرت سلباً على نظرة المواطن العربي ‏العادي نحو تركيا. ولم تنفع مواقف الحكومة، ولا جهود ‏الشرطة، ولا حتى مواقف الرئيس أردوغان في الحد من ‏سلبيات ما يحصل. وبالتالي ثمة مشكلة متفاقمة يجب أن ‏يتصدّى لها المسؤولون الاأراك بصرامة كبيرة لأن الضرر ‏سيقع بأسرع ما يتوقعون.‏

نحن نعرف أن ثمة أحزاباً معارضة ذات توجه عنصري تقف ‏خلف بعض الاعتداءات. ونعرف أيضاً أن البعض ‏الآخر من الاعتداءات تقوم به عصابات مافيوية إجرامية محلية ‏لا أجندة سياسية لديها. ونعرف أيضاً وأيضاً أن الحكومة ‏التركية تستشعر خطورة الموضوع بسب تراكم الحوادث. لكن ‏هذا لا يكفي. لأن المطلوب من الحكومة التركية صرامة أكبر ‏في التعامل مع ما يحصل.‏
 
إن التعامل مع اللاجئين السوريين في بعض المرات مرفوض. فإن كان لا بد من إعادتهم إلى بلادهم فلتتم إعادتهم إلى ‏الشطر السوري الشمالي الواقع تحت سيطرة تركيا لا ‏الاعتداء عليهم. أما بالنسبة إلى الزوار العرب، فمطلوب مزيد ‏من الإجراءات الاستباقية في الوسط المافيوي، أو الحزبي ‏المعارض العنصري. ومن مصلحة الدولة التركية أن تتعامل ‏بسرعة وجدية كبيرتين مع المسألة قبل ألّا يعود الضرر قابلاً ‏للإصلاح. أما الرئيس التركي فربما كان عليه أن يخرج عبر ‏الإعلام العربي مخاطباً الرأي العام العربي. لكن ليس قبل أن ‏يحقق إنجازاً أمنياً كبيراً في هذا المجال. وفي كل الأحوال، فإن ‏من واجبات أردوغان أن يعالج القضية قبل أن تتحول إلى ‏أزمة تطيح ما أنجزه خلال عامين من سياسة تصفير ‏المشاكل مع العالم العربي، وضخ الحرارة في شرايين العلاقة‏‏!‏


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.