: آخر تحديث

مخرجو السينما المصرية

24
22
28
مواضيع ذات صلة

لم يُعرف رمسيس نجيب مخرجًا، فحصيلته من الأعمال التي أخرجها لا تتواجز ستة أفلام فقط، لكن شهرته جاءت من عمله كمنتج ومدير للإنتاج وسيناريست ومؤلف، ناهيك عن مواهب خاصة تمتع بها لجهة اكتشاف النجوم والتقاط المواهب الفنية من النظرة الأولى، إلى درجة أنه أطلق عليه في الستينات والسبعينات لقب «صانع النجوم» دون منازع. فهو من اكتشف لبنى عبدالعزيز وقدمها في أولى أفلامها وهو فيلم «الوسادة الخالية» (1957) لصلاح أبوسيف، واكتشف نادية لطفي واختار لها هذا الإسم بدلاً من اسمها الأصلي (بولا محمد لطفي شفيق) وقدمها لأول مرة في فيلم من انتاجه أمام فريد شوقي ورشدي أباظة هو فيلم «سلطان» (1958) لنيازي مصطفى، واكتشف الفنان محيي إسماعيل وقدمه في دور ضابط اسرائيلي في فيلم «على من نطلق الرصاصة» (1975) من تأليفه وانتاج محسن علم الدين واخراج كمال الشيخ. وهو أيضا من قدم أول فيلم مصري بالألوان الطبيعية وهو فيلم «دليلة» (1956) للمخرج محمد كريم.

إلى ذلك، يعتبر رمسيس صاحب فضل على السينما المصرية لأنه أتحفها بالعديد من الانتاجات الهامة التي صب فيها كل خبرته وجرأته لجهة إختيار القصة والنجوم والمخرج بعناية كي يضمن نجاح العمل وجودته ويستجيب في الوقت نفسه لاحتياجات السوق وأذواق الجمهور المصري والعربي، متوخيًا دائمًا ألا يضع اسمه قدر الإمكان على أعمال هابطة.

عرف عنه هيبته وشخصية القوية وعلمه بأدق تفاصيل الفيلم السينمائي، فكان حضوره في الأستوديو يفرض الصمت والخوف والاحترام. وعن هذا قالت الفنانة لبنى عبدالعزيز في أحد حواراتها إنها في بداية تعرفها على رمسيس نجيب كانت تكرهه وتطلب منه الانصراف كلما حضر لمشاهدة التصوير لأنه كان يربك الدنيا والناس تهابه بسبب شخصيته القوية ومعرفته لكل تفصيلة من تفصيلات العمل السينمائي كالمكياج والتصوير والإضاءة، لكن مع مرور الوقت أحبته من شدة اهتمامه بها ورعايته لها حتى تزوجا رغم فارق السن بينهما (أكثر من 20 سنة)، ورغم اختلاف دينهما، حيث اضطر رمسيس أن يعلن إسلامه كي يتزوجا. لكن زواجهما لم يستمر أكثر من 5 سنوات بسبب غيرته الشديدة عليها وتدخله في حياتها وعلاقاتها مع زملائها من أهل الفن، وهو ما لم تعتده لبنى حتى من والديها. وأضافت لبنى أنه أعطاها معلومات إضافية عن السينما، وهي أعطته معلومات عن الأدب والثقافة وكيفية اختيار الروايات والاستفادة من علاقاتها بصنّاع السينما الأمريكية، إذ كانت تخرجت من جامعة القاهرة الأمريكية وسافرت إلى أمريكا في بعثة دراسية وكانت تراسل من هناك صحيفة الأهرام وتكتب لها تحقيقات من هوليوود ما جعلها على اتصال بصناع السينما الأمريكية.

ولد رمسيس نجيب في 8 يونيو 1921 في عائلة مصرية قبطية، وبدأ شغفه بفنون السينما في مطلع شبابه، الأمر الذي قاده أولاً للتمثيل، فظهر في دور صغير متقمصًا شخصية الريجستير في فيلم «إبن البلد» (1942) لاستيفان روستي من تأليف محمود ذوالفقار وبطولة الأخير وزوجته عزيزة أمير مع محمود المليجي ودولت أبيض وبشارة واكيم.

بعد هذا الفيلم فضل رمسيس أن يعمل من خلف الكاميرا، لا من أمامها، فكان قراره العمل كمساعد مخرج ومساعد منتج، حيث بدأ في عام 1943 عمله مساعدا للمنتج فى أربعة أفلام هي «وادى النجوم»(1943) و«طاقية الإخفاء» (1944) و«ابنتي» (1944) وكلها للمخرج نيازي مصطفى، وفيلم «الفلوس» (1945) لإبراهيم عمارة. وابتداء من عام 1945 صار مديرًا للإنتاج أولاً لشركة عزيزة أمير، ثم مديرًا للإنتاج في ستوديو نحاس، فشركة الانتاج العالمي، فقدم للسينما المصرية 68 فيلمًا من انتاجه تنوعت ما بين الكوميديا، والرومانسية، والتاريخية. وفي مجال الانتاج كان أكثر ما يميزه هو قدرته الفذة على أن يقدم فيلمًا جيدًا بموازنة مناسبة يستعيدها من خلال شباك التذاكر. ومما ميزه أيضًا اهتمامه بتحويل روايات عمالقة الأدب المصري إلى أفلام سينمائية ينتجها، ولا سيما انتاج روايات طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي، فضلاً عن إحسان عبدالقدوس الذي عمل معه 25 فيلمًا.

خلال مسيرته، التي انتهت بوفاته في 4 فبراير 1977، وضع رمسيس السيناريو والحوار أو السيناريو لخمسة أفلام هي: جعلوني مجرمًا/‏‏‏1954، الرصاصة لا تزال في جيبي/‏‏‏1975، هذا أحبه وهذا أريده/‏‏‏1974، حتى آخر العمر/‏‏‏1975، بعيدًا عن الأرض/‏‏‏1976.

وفي مجال الإخراج، عمل كمساعد مخرج في فيلم إبن البلد/‏‏‏1942، وغرام الشيوخ/‏‏‏1946، وأخرج ستة أفلام هي: المانشيت الأحمر/‏‏‏1964، غرام الأسياد/‏‏‏1961، بهية/‏‏‏1960، هدى/‏‏‏1959 (الأفلام الخمسة الأخيرة من بطولة زوجته لبنى عبدالعزيز).

أما الأفلام التي أنتجها فهي كثيرة ومهمة في تاريخ السينما المصرية. ولعل أهم ما أنتجه في الخمسينات: ارحم دموعي، موعد غرام، شباب امرأة، دليلة، ليلة رهيبة، الوسادة الخالية، الطريق المسدود، هذا هو الحب، إسماعيل يس في الأسطول، كهرمان، سلطان، الزوجة العذراء، أبوحديد، هدى، حب إلى الأبد، أنا حرة.

وفي الستينات أنتج: بهية، أقوى من الحياة، واإسلاماه، رسالة من امرأة مجهولة، آه من حواء، أنا الهارب، عروس النيل، زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، هي والرجال، حكاية العمر كله، كرامة زوجتي، الزوجة الثانية، روعة الحب، أفراح، 7 أيام في الجنة، شيء من العذاب، بئر الحرمان.

وفي السبعينات أنتج: نحن لا نزرع الشوك، لسنا ملائكة، الحب الضائع، شيء في صدري، الخيط الرفيع، أختي، حب وكبرياء، امتثال، الغضب، الخوف، العذاب فوق شفاه تبتسم، الكرنك.

أنجب مخرجنا إبنا هو مراد رمسيس نجيب الذي يعمل مخرجًا، وهو من قام بإخراج فيلم «وادي الذكريات» سنة 1978 من بطولة شادية وليلى فوزي ومحمود عبدالعزيز ومحمود قابيل. وفي هذا الفيلم طلبت منه شادية أن يضغط على الموسيقار محمد عبدالوهاب ويغريه بالمال كي يوافق على تضمين الفيلم أغنية «بسبوسة» التي كان قد لحنها لها لتغنيها في فيلم «زقاق المدق» (1963)، لكن مخرج الفيلم حسن الإمام ومنتجه رمسيس نجيب اتفقا على إلغاء الأغنية بسبب مدة الفيلم المحددة مسبقًا، الأمر الذي أغضب عبدالوهاب وجعله يقرر معاقبة شادية بعدم التلحين لها.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد