: آخر تحديث

سماعات الغش.. حتى في تعليم الكبار

22
28
35
مواضيع ذات صلة

‏برنامج الذكاء الاصطناعي، الذي بدأ يجتاح العالم موفراً لك خدمة التفكير والصياغة والاستنتاج والتنسيق أيضاً، ‏مما سيطرح علينا كثيراً من الأسئلة في طريقة تقييم الأداء، وخاصة في قطاع التعليم.

إذا كنت ترغب في عمل عقد معين أو تكتب قصيدة أو موضوعاً إنشائياً أو قصة أو رداً على سؤال أو تنسيق أفكار وردوداً في كل المجالات والتخصصات، ما عليك إلا أن تزود هذا البرنامج بالمعلومات التي ترغب في أن يدور الموضوع حولها.. ثم اتركه يطلق عنان كفاءته، ويقدم لك ما تبحث عنه كاملاً متكاملاً من دون أي جهد منك.

هذا الموضوع يضعنا أمام سؤال كبير ومهم: هل ستكون هناك جدوى من الاختبارات والامتحانات كتابة.. والتي يُقَيم من خلالها أداء الطالب في أي مرحلة معينة وأي تخصص، وحتى أي مكان أكاديمي؟

أنا على يقين أن ما يحصل حالياً في ثورة المعلومات والاتصالات، يتطلب من الجهات المعنية إعادة النظر في طريقة التقييم، خاصة إذا كانت بناء على مادة تحريرية يقدمها الطالب او المتعلم في أي مكان كان.

وهنا تبرز أهمية جانب الحوار والحديث والنقاشات الشفوية.. وللكتابة ‏فورا لفرز الصالح من الطالح.

بعد الكارثة الأخلاقية التي كُشفت في وزارة التربية، أثر الكشف عن شبكة متكاملة من المستفيدين، وهم مجموعات من الغشاشين من الطلبة، وعديمي الضمير من المدرسين أو المدرسات، بات من الضروري جداً اليوم تغيير طريقة التقييم والنجاح أو الرسوب.

من المهم وبشكل سريع البدء بطرح البدائل، ليس فقط في مجال التعليم، ولكن في كل الاتجاهات التي يتم من خلالها تقييم المتقدم لعمل ما، من خلال تقديم مادة مكتوبة تتعلق بموضوع معين في ذات مجال وتخصص الجهة.

أصابني الذهول عندما تحدثت لي إحدى الدارسات الكويتيات في «تعليم الكبار»، بأن موضوع الغش ومن خلال السماعات، موجود أيضاً حتى بين الأمهات أو الدارسات من الكبار، اللاتي فاتهن قطار التعليم خلال فترة الطفولة أو الشباب.

وهذا يطرح سؤالاً مهماً وكبيراً: هل نعيش مرحلة من الخلل الأخلاقي عند الطلبة وبعض أولياء الأمور، أم أننا نعيش خللاً تعليمياً؟

غياب المتابعة والمحاسبة الفورية والقوية للمخطئ، سواء كان في التعليم أو في الشارع أو في الوزارة أو في المؤسسات، هو السبب المباشر والرئيسي لهذه الطامة.. يسبقه بالطبع خلو مناهجنا من طرق التربية العصرية، التي تخرج عن فلك سؤال وجواب.

لا يزال الكثيرون يعانون من موضوع الرشوة في إنجاز معاملاتهم داخل الوزارات والهيئات والمؤسسات، التي تتطلب سرعة وانسيابية العمل أو المعاملة «القانونية» فيها، وأشدد هنا على «القانونية»، أن يكون هناك دفع نقدي أو غير نقدي «رشوة» لتسريع ‏هذا الموضوع.

نعم أعرف أن الخلل كبير والفساد كبير وقديم أيضاً.. وإن كان طريق التنظيف يبدو أنه بدأ، ولكن نحتاج إلى القوة ثم القوة ثم القوة في العقاب بدءاً من الرأس نزولاً إلى الذيل.. وبقوة.

بعض الأحكام الأخيرة لقضايا فساد كبيرة وضخمة.. (وإن كان لا حقّ لي في انتقادها)، إلا أن من حقي التحدث عن تأثيرها وانعكاسها على المجتمع.. الذي علق بمقولة «لا طبنا ولا غدا الشر» و«الضرب بالميت حرام».

***

في تحقيق مصور لـ القبس، قال بعض الطلبة ان بعض المدرسين يسربون لهم الامتحانات، مقابل استخراج إجازة قيادة أو تسهيل إقامة أو تمرير وزن زائد بالمطار.

يبدو أن العلة عند البعض.. في الأهالي قبل أن تكون في الطلبة.

بالفعل عندنا أزمة أخلاقية وفساد.. تحتاج فزعة مجتمع كامل بشكل جاد، مدرسة ومدرسين ومنهجاً وأسلوب تطبيق للمنهج وبيتاً وبيئة وإعلاماً وقانوناً وحزماً في تطبيقه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد