: آخر تحديث

من الرواية إلى الشاشة

14
15
16
مواضيع ذات صلة

تاريخ للأدب تحت سطوة الفن السابع ورعايته، هذا هو عنوان كتاب الباحث والناقد السينمائي إبراهيم العريس، والكتاب ليس حديثاً، صدر في العام 2010، لكن أي عاشق للأدب والسينما معاً كما هي حالتي، سيقع فوراً في غرام الكتاب. ولأنه يتحدث عن الارتباط القوي بين الأدب والسينما وجد الكتاب هوى في نفسي. وحين يؤكد مراراً وتكراراً أن الكثير من أقوى الأفلام التي صنعت في العالم كانت في الأصل روايات أو سيراً أكون قد وجدت ضالتي وما يؤكد ما أظل أردده على محبي السينما وصانعيها عندنا.

الرائع في الكتاب هو هذا المزج الساحر بين الفن والتاريخ والسياسة وعلم الاجتماع. يشرح لنا التيارات والنزاعات والحركات التي مر بها العالم، وكيف أثر ذلك على السينما من خلال تأثيره على صانعيها.

الكتاب ممتع لأبعد حد، لأن كاتبه وهو يكتب عن الأفلام يكتب عن الفلسفة وعن كيفية تأثيرها على صناعة الأفلام.

يتحدث عن المخرجين والأدباء وكتاب السيناريو بشكل غزير وخبير، فهو يعرف تاريخ السينما في أميركا، كما يعرفه في مختلف دول أوروبا ويعرف أيضاً تاريخ أهم مخرجي اليابان. وطبعاً السينما العربية ممثلة في السينما المصرية.

في الفصول الأولى تحدث عن الأدب والروايات وأنواعها وكيف تم نقلها من قبل كبار المخرجين لتتحول إلى أفلام كبيرة ومعروفة ومهمة. ومما ذكره وربما يلهم المخرجين السعوديين الناشئين أن الكثير من الأعمال القائمة على الخيال العلمي أو الأعمال البوليسية والمغامرات إنما هي مستندة على أعمال وروايات أدبية. الأدب شئنا أم أبينا يعطي للعمل السينمائي ثراءً وغنى وأبعادًا ثقافية ثقيلة، ويجعله عملاً ثرياً وذا قيمة.

ثم بعد ذلك كتب العريس عن خمسين فيلماً مقتبسة من أعمال أدبية، وهو حين كتب عن هذه الأفلام، فهو كتب عن الرواية المأخوذة عنها، وعن تاريخ كاتبها وعن صانع الفيلم وتاريخه وفكره وطريقة إخراجه. في صفحات قليلة يعطيك متعة كبيرة ومعلومات وشرحاً وإضاءة موضوع الفيلم من كل الجوانب.

هذا الكتاب في اعتقادي مهم لكل محب للسينما، وهذه الثقافة هي ما أتمناه لكل عامل في السينما في بلدي. لأنه سيعرف من خلال القراءة كيف أن السينما ليست فقط تصويراً واختيار ممثلين وضوضاء وأضواء وشهرة، بل هي مسألة في عمق التأثير الثقافي، وإذا أردنا أن نكون سينمائيين عظماء، علينا أن نكون مثقفين بما يكفي لننال هذا الشرف.

أتمنى من إبراهيم العريس أن يكتب كتابًا مشابهًا بعد مرور هذه السنوات، وأن يطلعنا على المهم في الأعمال السينمائية العالمية والعربية في العشر سنوات الأخيرة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد