: آخر تحديث

العلوم العصبيّة مسيرة نجوميّة

25
21
25
مواضيع ذات صلة

أليس عجيباً أن يكون الدماغ يعمل بفيزياء الكوانتوم، بينما لا يوجد ولا حتى واحد في العشرة آلاف، له ولو معرفة نسبية بفيزياء الكم؟ المسألة واضحة، ففي كل بيت أجهزة يستخدمها الناس وهم لا يعلمون شيئاً عمّا وراء أداء وظائفها. من رياضيات وفيزياء وتقانة. أمّا أعقد نظام في الكون، ألا وهو الكتلة التي في الجمجمة، فلا يزال الدماغ نفسه يحبو على درب العلوم والمعارف، ليكشف للإنسان كيف يعمل الدماغ. من يدري متى يكون كشف المحجوب؟

موقع أخبار العلوم العصبية (نوروسيانسز نيوز) نشر مقالاً (22 أكتوبر) تحت عنوان «دماغنا يستخدم الحساب الكمّي»، في شأن دراسة خلصت إلى أن الحسابات الكوانتومية تشكل جزءاً من الوظائف المعرفية الواعية للدماغ البشري. علماء في معهد ترينيتي كلّيج في دبلن الإيرلندية يعتقدون أن دماغنا يعمل بالحساب الكمي، بعد تطبيقهم فكرة طوروها لإثبات وجود الجاذبية الكوانتومية، في سبيل اكتشاف طريقة عمل الدماغ. جرت التجارب في نطاق الذاكرة القصيرة والوعي الواعي. أهمية هذه الاختبارات تكمن في أن العلماء إذا توصلوا إلى نتائج مثبتة مع ما تتطلبه البحوث من مقاربات متعددة التخصصات المتقدمة، فإن الإنجاز سيطور الفهم العام لعمل الدماغ، وخصوصاً في الحفاظ عليه ومعالجته، وسيساعد ذلك على إيجاد تقانات مبتكرة لصنع حواسيب كوانتومية أحدث وأكثر تطوراً.

الدكتور كريستيان كريسكنس، كبير الفيزيائيين في معهد ترينيتي للعلوم العصبية يقول: «في هذه التجارب نأخذ أنظمة كمومية معروفة تتفاعل مع نظام غير معروف، فإذا تداخلت الأنظمة المعروفة فذلك دليل على أن النظام المجهول هو الآخر نظام كمومي. إن ذلك يجعلنا نحيط بالصعوبات المتعلقة بإيجاد أجهزة قياس لشيء لا نعرف عنه شيئاً».

النافذة الضرورية. لا بد من أن ينفتح الإعلام العربي، الفضائيات بخاصة، على هذه التخصصات، لأن اكتشافاتها صارت في صلب الحياة العامة. أهم من ذلك أن تشق المناهج الدروب للمواكبة. العالم يتغير بسرعة. الغرب المتقدم يتراجع والشرق يصعد، فما محل العالم العربي من الإعراب المستقبلي؟ التنمية العلمية تحتل فيها العلوم العصبية والذكاء الاصطناعي مكانة القمة، أي مكانة الدماغ، والدماغ البيولوجي يعمل بقدرات كوانتومية، معزّزاً بالحاسوب الكمي. إلى أين؟
لزوم ما يلزم: النتيجة التفاؤلية: الدكتور كريستيان يقول إن أسرار البيولوجيا والوعي لا تزال عسيرة المقاربة، فسارعوا قبل نفاد مساحة المنافسة الحضارية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد