: آخر تحديث
زيارة ولي عهد البحرين الأخيرة إلى واشنطن فتحت افاقا جديدة بين البلدين

تحالف استراتيجي أميركي-بحريني يتجدد على وقع صفقات استثمارية وأمنية

5
4
3

إيلاف من لندن: في زيارة وُصفت بأنها محطة مفصلية في مسار العلاقات البحرينية–الأميركية، أجرى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهد مملكة البحرين ورئيس مجلس الوزراء، زيارة رسمية إلى واشنطن ما بين 15 و17 يوليو الجاري، التقى خلالها بكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب، وعدد من الوزراء :الدفاع والتجارة والخارجية.

اتفاقيات بقيمة 17 مليار دولار
أبرز نتائج الزيارة تمثلت في توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين شركات بحرينية وأميركية ، بقيمة إجمالية تُقدّر بنحو 17 مليار دولار، تشمل صفقة مع “بوينغ” و”جنرال إلكتريك” لتوريد 12 طائرة جديدة وخيار 6 طائرات إضافية، إلى جانب 40 محركًا حديثًا لطيران “طيران الخليج”.وايضا اتفاقيات تكنولوجية مع شركات كبرى مثل “Oracle” و”Cisco” لتحديث البنية الرقمية في البحرين واستبدال الخوادم القادمة من الصين، في خطوة تُعزز سيادة البيانات.
الى جانب مشاريع بنية تحتية تشمل كابلًا بحريًا يمتد نحو 800 كيلومتر، يربط البحرين بالمملكة العربية السعودية والعراق والكويت.وكذلك القيام باستثمارات مباشرة في السوق الأميركية  من قبل بنوك بحرينية تصل قيمتها إلى 10.7 مليار دولار، ستُسهم في خلق أكثر من 30 الف وظيفة في الاقتصاد الاميركي .

اتفاق نووي مدني
في تطور لافت، وقّع البلدان اتفاقًا ثنائيًا للتعاون في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، المعروف باتفاقية “123”، ما يفتح المجال أمام البحرين للاستفادة من التقنيات النووية لأغراض مدنية، في سياق سعي المملكة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الاتفاق بأنه “خطوة تؤسس لتعاون علمي طويل الأمد، وتُرسّخ ثقة واشنطن في قدرة البحرين على إدارة برامج نووية سلمية بمسؤولية وشفافية”.

حالف استراتيجي متجدد
تاتي زيارة ولي العهد البحريني في سياق تنفيذ بنود “اتفاقية الشراكة الأمنية والازدهار” (C-SIPA)، التي تم توقيعها بين المنامة وواشنطن في عام 2023، والتي أُضيفت إليها لاحقًا المملكة المتحدة، لتُصبح منصة ثلاثية لتعزيز الاستقرار والأمن في الخليج العربي.

وعبر الأمير سلمان خلال لقائه بالرئيس ترامب في المكتب البيضاوي عن تقدير بلاده للدور الأميركي  في دعم أمن البحرين، مشددًا على أن “التحالف مع الولايات المتحدة هو حجر الزاوية في استراتيجية البحرين الدفاعية والاقتصادية”.
بدوره، أكد الرئيس ترامب التزام بلاده بأمن الخليج، وحرصه على تطوير العلاقات مع الحلفاء “الذين يشاركون واشنطن نفس الرؤية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية”.

ما وراء الاتفاقيات
توقفت مصادر دبلوماسية أميركية وخليجية عند دلالات الزيارة، التي اعتُبرت رسالة سياسية واقتصادية في آنٍ واحد.
فمن جهة، تعكس رغبة البحرين في تنويع شراكاتها الاستراتيجية وتقليص اعتمادها على أطراف إقليمية متقلبة.ومن جهة أخرى، يعزز تعميق التعاون الاقتصادي تموضع البحرين كبوابة مالية واستثمارية في المنطقة، خاصة مع اتساع دورها كمركز مالي في الخليج.
كما أن التحرك البحريني في ملف الطاقة النووية السلمية يشير إلى توجه جديد في سياسات الطاقة الإقليمية، على غرار الإمارات والسعودية، ضمن سباق التنمية المستدامة والحياد الكربوني.
وثمة قناعة لدى المراقبين الدبلوماسيين مفادها أن زيارة ولي عهد البحرين إلى واشنطن ترسخ مفهوم التحالف المتجدّد بين المنامة وواشنطن، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل كذلك في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة. 
ومع توقيع اتفاقيات كبرى وتحقيق تقارب سياسي لافت، تبدو العلاقات بين البلدين مقبلة على مرحلة أكثر عمقًا واستقرارًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار