إيلاف من اسطنبول: شجاعة وقوية وثابتة مثل جبل لا يهتم بغضب الطبيعة، ليس هذا فحسب، بل هي مع كل ذلك انسانة تغمرها العاطفة، فقد تخلت عن الخوف على الذات في لحظات بدت وكأنها لحظات الموت، أثناء وقوع الزلزال وسألت عن أمها على الهواء مباشرة، وطلبت ممن كانوا في استديو الهواء بقناة "سي إن إن تركيا" أن يتصلوا بأمها.
فقد اضطرت مذيعة قناة "سي إن إن" التركية إلى إيقاف ضيوفها، خلال مقابلة على الهواء مباشرة، عندما هز زلزال الاستوديو في تركيا بقوةٍ هائلة، وطلبت الاتصال بوالدتها.
İstanbul'da yaşanan depreme canlı yayında yakalanan moderatör Meltem Bozbeyoğlu'nun panik anları...#deprem #İstanbul #marmara #avcilar #yıkım #cnntürk #iyimisin #dışarı pic.twitter.com/ZT0f1L0aYS
— Ajans Balıklıgöl Haber (@ajansbalikligol) April 23, 2025
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن زلزالاً بقوة 6.2 درجة ضرب إسطنبول، اليوم الأربعاء، وهو أحد أقوى الزلازل التي شهدتها المدينة، خلال السنوات القليلة الماضية.
كان مركز الزلزال على بُعد 40 كيلومتراً جنوب إسطنبول، وعلى بُعد نحو 10 كيلومترات تحت بحر مرمرة، لكنه كان قريباً بما يكفي لإرسال موجاتٍ صدميةٍ عبر أكبر مدينةٍ في تركيا.
توثيق لحظة عاطفية تاريخية
وانتاب الخوف المذيعة التركية ميلتم بوزبيوغلو، ليس على نفسها، بل أنها سألت عن والدتها. ووثق البث التلفزيوني المباشر لحظة إدراك المذيعة بالقناة التركية ما يحدث.
وبعد محاولتها إيقاف المقابلة بهدوء بينما بدأ الاستوديو يهتز، أثارت الهزات المتزايدة حالة من الذعر. ثم سألت المذيعة المنتج: "هل يمكنك التواصل مع والدتي؟".
و أضافت بوزبيوغلو، في تصريحات مباشرة على الهواء: "الزلزال يحدث الآن، إنه زلزال قوي جداً في إسطنبول، دعونا نبق هادئين"، بينما كانت تُمسك بمكتبها للحفاظ على توازنها، ولم تحاول مغادرة الهواء أو الخروج من الاستديو، وهو المشهد الذي أثار دهشة الملايين ممن شاهدوا مقطع الفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي حول العالم.
وتدفّق مواطنون إلى الشوارع من المقاهي والمتاجر للخارج، ولم تردْ تقارير بعدُ عن الأضرار لكن سكاناً أخْلوا بناياتٍ اهتزت وقت الزلزال، وفق ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقبل عامين، شهدت تركيا أعنف زلزال في التاريخ الحديث تسبَّب في دمار واسع، إذ ضرب البلاد بقوة 7.8 درجة في فبراير (شباط) 2023، وتسبَّب في مقتل أكثر من 55 ألفاً، وإصابة أكثر من 107 آلاف في جنوب تركيا وشمال سوريا. ولا يزال مئات الآلاف من المتضررين من ذلك الزلزال مشردين ويعيش كثير منهم في إيواء مؤقت.