إيلاف من لندن: أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، اليوم الجمعة، أن السلطات الإيرانية تحتجز الصحفية الإيطالية تشيتشيليا سالا (29 عاماً) في سجن إيفين الشهير منذ 19 كانون الأول (ديسمبر)، بعد إلقاء القبض عليها في طهران أثناء تأديتها عملها الصحفي.
وجاء في بيان الوزارة أن الحكومة الإيطالية تعمل مع السلطات الإيرانية للتحقق من الوضع القانوني لسالا وظروف احتجازها. وأضاف البيان أن سفيرة إيطاليا في إيران، باولا أميداي، زارت الصحفية في السجن اليوم، حيث تمكنت سالا من التواصل هاتفياً مع أسرتها.
حبس انفرادي وظروف غامضة
شركة كورا ميديا، التي تعمل سالا لصالحها، أفادت بأنها محتجزة في الحبس الانفرادي بسجن إيفين، ولم تكشف السلطات الإيرانية عن أسباب اعتقالها حتى الآن. وأوضحت الشركة أن الصحفية كانت قد غادرت روما إلى إيران في 12 كانون الأول (ديسمبر) بتأشيرة صحفية قانونية، حيث أجرت سلسلة من المقابلات وكان من المقرر أن تعود إلى روما في 20 كانون الأول (ديسمبر).
تقارير جريئة ومطالب بالحرية
خلال فترة وجودها في طهران، نشرت سالا تقارير تناولت التغييرات في البلاد عقب انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الإقليمي لإيران، وفقاً لموقع صحيفة لا ريبوبليكا.
الشركة التي تعمل لديها الصحفية أطلقت وسماً بعنوان "الحرية لتشيتشيليا" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبة بإطلاق سراحها فوراً. وقالت في بيان: "لا يمكن أن تتسامح إيطاليا أو أوروبا مع هذا الاعتقال التعسفي".
دعوة للتعتيم الإعلامي
وزارة الخارجية الإيطالية دعت وسائل الإعلام إلى ممارسة "أقصى درجات التعتيم" على القضية بهدف تسهيل حلها بشكل إيجابي، في حين وصف وزير الدفاع الإيطالي، غيدو كروسيتو، الاعتقال بأنه "غير مقبول".
تداعيات إقليمية وأصداء دولية
يأتي اعتقال سالا وسط توترات إقليمية متصاعدة، إذ اعتقلت السلطات الإيطالية والسويسرية مؤخراً مواطنين إيرانيين متهمين بنقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار إلى طهران. الحادثة تُبرز كذلك التحديات التي يواجهها الصحفيون الأجانب أثناء تغطيتهم للأوضاع في إيران، التي تتعرض لضغوط متزايدة على خلفية الاحتجاجات المناهضة للنظام وأزمات داخلية خانقة.
وقالت صحيفة إل فوغليو في تعليقها على قضية اعتقال الصحفية سيسيليا سالا: "الصحافة ليست جريمة. قررنا مشاركة قصة سيسيليا بعد تلقي تأكيدات من رؤساء دبلوماسيتنا بأن الإعلان عن اعتقالها لن يعيق الجهود الدبلوماسية لإعادتها إلى الوطن".
تُعتبر سالا من الصحفيين المؤثرين، حيث يتابعها نحو نصف مليون شخص على إنستغرام، وتُعد وجهاً مألوفاً في البرامج الحوارية الإيطالية. خلال مسيرتها، غطت سالا عدداً من أبرز الأحداث العالمية، بما في ذلك سقوط كابول وعودة حركة طالبان إلى السلطة، الأزمة في فنزويلا، الحرب في أوكرانيا، والصراع بين إسرائيل وحماس.
من جهتها، حثت إيلي شلاين، زعيمة الحزب الديمقراطي المعارض من يسار الوسط، الحكومة الإيطالية على الإسراع في التحرك. وقالت: "ندعو الحكومة إلى اتخاذ كل مبادرة مفيدة لتوضيح هذه القضية وتسليط الضوء على أسباب هذا الاحتجاز، والأهم من ذلك إعادة سيسيليا سالا إلى إيطاليا في أسرع وقت ممكن".
وفي حين لم تعترف إيران بعد باعتقال سالا، فإن ممارساتها السابقة تشير إلى أن الإعلان عن هذه الاعتقالات قد يستغرق أسابيع. ومنذ أزمة السفارة الأميركية عام 1979، أصبحت إيران تستخدم السجناء الذين لهم صلات بالغرب كورقة مساومة في المفاوضات مع الدول الأخرى.