بكت عائلات وقبّل البعض مدرج المطار الرئيسي في منطقة تيغراي، شمالي إثيوبيا، التي عادوا إليها لأول مرة منذ حوالي 18 شهرا.
ورصدت مشاهد مؤثرة بعد استئناف الرحلات التجارية بين العاصمة الفيدرالية أديس أبابا ومدينة ميكيلي، عاصمة الإقليم.
وكانت المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 500 ألف نسمة، معزولة إلى حد كبير عن بقية العالم خلال حرب مدمرة استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وشردت الملايين.
ووقعت الحكومة وجبهة تحرير شعب تيغراي اتفاق سلام الشهر الماضي، ما فتح الطريق أمام استئناف رحلات الركاب.
وعرض تلفزيون تيغراي، الذي تسيطر عليه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مشاهد لركاب يقبلون مدرج المطار في ميكيلي.
ورصدت مشاهد عاطفية في مطار بولي الدولي في أديس أبابا، حيث سافر الناس من تيغراي.
ومع انقطاع خدمات الهاتف أيضا، لم يكن لدى بعض الأشخاص أي اتصال بأقاربهم في تيغراي لأكثر من 18 شهرا، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة أحوالهم.
وكان من بينهم كاهساي هايلو البالغة من العمر 47 عاماً، والتي تقطعت بها السبل في أديس أبابا منذ أن جاءت إلى المدينة لتكون مع ابنتها، بينما كانت تستعد لامتحاناتها.
وقالت كاهساي لوكالة رويترز للأنباء: "عشت هنا منفصلة عن زوجي وابنتي التي أحبها"، بينما كانت تنتظر في مطار أديس أبابا للحاق بطائرتها إلى ميكيلي.
وأضافت: "عندما سمعت بالأخبار [عن استئناف الرحلات الجوية]، سقطت على الأرض وبكيت".
- لماذا يعتبر اتفاق السلام في إثيوبيا انتصارا لرئيس وزرائها؟
- الصراع في إقليم تيغراي هو الأكثر وحشية لكنه لا يحظى باهتمام العالم - الغارديان
وقالت امرأة أخرى تُدعى نيغستي هايلي مريم (67 عاماً) إنها وصلت إلى أديس أبابا في عام 2020 لمساعدة ابنتها الحامل.
"جئت إلى هنا لرؤية ابنتي التي كانت ستضع مولودها. وكانت خطتي هي البقاء أسبوعين فقط ثم أُغلق كل شيء فجأة. لقد مر أكثر من عام ونصف. أنا سعيدة جدا بعودة السلام ومتحمسة لأنني سأعود أخيراً إلى المنزل".
وبدأت الحرب بعد خلاف كبير بين رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والحكومة الإقليمية التي تسيطر عليها جبهة تحرير شعب تيغراي.
واتهم آبي قوات تيغراي بمهاجمة قواعد عسكرية ومحاولة الإطاحة به.
ورد بإصدار أوامر بشن ضربات جوية وإرسال قوات إلى تيغراي لإزاحة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من السلطة في المنطقة.
وتوسط الاتحاد الأفريقي في اتفاق بين الجانبين الشهر الماضي لإنهاء الأعمال العدائية واستعادة الخدمات الأساسية في تيغراي.