في الانتخابات التشريعية التي خاضها اليونانيون مؤخرا، تمكن حزب "الديمقراطية الجديدة" الذي يتزعمه اليميني كيرياكوس ميتسوكاتيس من الفوز على الأحزاب الأخرى بنسبة تزيد على 40 بالمائة، متفوقا بعشرين نقطة على اليسار الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة في الستينات والسبعينات والثمانيات من القرن الماضي.
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يلوّح لمؤيديه خلال حملته الانتخابية
وقد وصفت جلّ وسائل الاعلام اليونانية والأورويية هذا الانتصار الباهر الذي حققه الحزب اليميني بـ"الزلزال السياسي". وبهذا التفوق غير المسبوق، يتقدم كيرياكوس ميتساكوتيس البالغ من العمر 55 عامًا للدورة الثانية من الانتخابات وهو واثق من السيطرة على المشهد السياسي اليوناني خلال السنوات المقبلة.
وهو يتمتع بخيرة واسعة في مجال المال والأعمال لأنه عمل طويلا في البنوك. وكان قد درَسَ في هارفارد التي التقى فيها زوجته "ماريفا" التي أصبحت الآن نجمة من نجوم الاعلام في اليونان. إلا أن خصومه يقولون بإنه لا يمتلك "الكاريزما" الذي يحتاجها رجل السياسة، خصوصا عندما يكون في أعلى هرم السلطة. مع ذلك يعود إليه الفضل في أنه تمكن من أن يطوي صفحة مرحلة تميّزت بالنزاعات والاضطرابات السياسية. كما أنه نجح في تقليص الخلافات بين المحافظين ليؤسسوا جبهة عريضة واسعة.
وللحدّ من الهجرة السرية واصل بناء جدار شمال البلاد.
ويقول أحد العارفين بخفايا السياسة اليونانية :"معلقو اليسار يرددون بأن ميتسوكاتيس كان في مدته الأولى مثل فيكتور أوربان في المجر. أما في مدته الثانية فسيكون مثل إردوغان، إلاّ أن كل هذا يدعو إلى الضحك لأن ميتسوكاتيس هو في نظري من اليسار الوسطي". ولعلّ ذلك يعود إلى أن عددًا كبيرًا من الاشتراكيين القدماء التحقوا بحزب "الديمقراطية الجديدة".
أما الملف الحارق الذي ينتظر ميتسوكاتيس فهو ملف النزاع بين اليونان وتركيا حول الحدود البحرية. حيث أن انقرة لا تزال مصرّة على عدم غلق هذا الملف رغم أنه تمّ الحسم فيه على المستوى الدولي. ويعتقد العديد من الملاحظين أن انتصار ميتسوكاتيس في الانتخابات الأخيرة سيضمن له زعامة اليمين الأوروبي الذي بدأ في العديد من البلدان يسيطر على الحياة السياسية، كانسًا اليسار الذي يشهد راهنًا إخفاقات وهزائم لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الكونية الثانية.