: آخر تحديث
بعد انسحاب الجيش من المفاوضات الأخيرة

واشنطن تربط وساطتها في السودان بجدية طرفي النزاع

46
53
47

الخرطوم: اشترطت الولايات المتحدة الخميس على طرفي النزاع في السودان أن يكونا "جديين" لتواصل التوسط من أجل هدنة جديدة بعد انسحاب الجيش من المفاوضات الأخيرة واتهامه بقصف منطقة سوق قديم في العاصمة مما أسفر عن مقتل 18 شخصا على الأقل.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أنه "بمجرد أن تثبت القوات (المتنازعة) من خلال أفعالها أنها جدية في الالتزام بوقف إطلاق النار، ستكون الولايات المتحدة والسعودية على استعداد لاستئناف المحادثات المعلقة للتوصل إلى حل لهذا الصراع".

من جهة أخرى، محامو الطوارئ في بيان الأربعاء إن "منطقة جنوب الخرطوم (مايو والأزهري) شهدت قصفا مدفعيا و طيرانا من قبل الجيش أدى إلى مقتل 18 من المدنيين".

وكان سكان في العاصمة أفادوا وكالة فرانس برس الأربعاء بأن مدفعية الجيش الثقيلة قصفت معسكرا كبيرا لقوات الدعم السريع بجنوب الخرطوم.

انتهاكات خطيرة
وفي هذا الصدد، أكدت الخارجية الأميركية وقوع "انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من الجانبين".

واضافت أن "هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّل لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني".

وجاءت هذه التطورات بعد يومين على اعلان الوسطاء أن طرفي النزاع وافقا على تمديد الهدنة خمسة أيام "لمنح ممثلي العمل الإنساني مزيدا من الوقت للقيام بعملهم الحيوي"، وذلك "رغم عدم الالتزام به في شكل تام".

في وقت سابق صرح مسؤول في الحكومة السودانية طلب عدم الكشف عن هويته أن الجيش اتّخذ القرار "بسبب عدم تنفيذ المتمردين البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين وخرقهم المستمر للهدنة".

ورغم تعهّدات الجانبين بالالتزام بعدد من الهدنات التي تم التوصل إليها، يندلع القتال في كل مرة وخصوصا في الخرطوم وضواحيها وإقليم دارفور المضطرب غربيّ البلاد.

ومنذ اندلعت المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 نيسان/أبريل، قتل أكثر من 1800 شخص، بحسب موقع مشروع النزاع المسلح وبيانات الأحداث.

وتفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 1,2 مليون شخص نزحوا داخليا فيما لجأ أكثر من 425 ألفا إلى الخارج، أكثر من 170 ألفا منهم إلى مصر.

وأعلن البرهان خلال زيارة للقوات في العاصمة الثلاثاء أن "الجيش جاهز للقتال حتى النصر". ورد دقلو المعروف بـ"حميدتي" قائلا إن قواته "ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها".

من جهته، قال المتحدث باسم الاتحاد الأفريقي محمد الحسن لبات لفرانس برس الأربعاء إن انسحاب الجيش "لا ينبغي أن يحبط الولايات المتحدة والسعودية"، واصفا خطوة الجيش بأنها "ظاهرة كلاسيكية في المفاوضات الصعبة".

بيرتيس
وفي نيويورك، جدّد الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش التأكيد على دعمه لمبعوثه الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس.

وكان البرهان اتّهم بيرتيس بالمساهمة بسلوك "منحاز" واتباع أسلوب "مضلل" في النزاع الدامي في بلده، مطالباً الأمم المتّحدة باستبداله.

وقال غوتيريش إنّ الأمر متروك لـ"مجلس الأمن ليقرّر ما إذا كان يدعم استمرار مهمة (المساعدة) لفترة أخرى أو أنّ الوقت حان لوضع حدّ لها".

نزوح
هربت ياقوت عبد الرحيم من الخرطوم إلى بورتسودان في شرق البلاد، حيث مكثت 15 يومًا على أمل الحصول على مقعد نادر على متن رحلة جوية.

وقالت عبد الرحيم التي تقيم في احد المخيمات التي تم إعدادها لاستقبال النازحين من الخرطوم، لفرانس برس "نريد المغادرة بأي ثمن (...) دمرت منازلنا ولم يعد لدينا أي شئ لتربية اطفالنا".

وخلافا لعبد الرحيم، تواصل الكثير من العائلات الاختباء في منازلها بالخرطوم وتقنين المياه والكهرباء بينما تحاول جاهدة تجنّب الرصاص الطائش في المدينة التي تضم أكثر من خمسة ملايين نسمة.

وأفادت وزارة الصحة السودانية في بيان الأربعاء بأن ولاية الجزيرة التي تعد محطة استقبال رئيسية للنازحين من الخرطوم، شهدت خروج "تسع مؤسسات صحية من الخدمة رغم الهدنة المعلنة وذلك بسبب ميليشيا الدعم السريع التي تتحرك في تلك المناطق وتهدد حركة الكوادر الطبية والإمداد".

وقتل مئات الأشخاص في دارفور الواقعة عند حدود السودان الغربية مع تشاد حيث يتواصل القتال "متجاهلا بشكل صارخ التزامات وقف إطلاق النار"، بحسب طوبي هارورد من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وعرقل القتال المتواصل إيصال المساعدات والحماية التي يحتاجها عدد قياسي من الأشخاص (25 مليون نسمة)، أي أكثر من نصف السكان، بحسب الأمم المتحدة.

ورغم الاحتياجات المتزايدة، قالت الأمم المتحدة إنها لم تحصل إلا على 13 بالمئة من مبلغ 2,6 مليار دولار تحتاجه.

درافور
لم يتجاوز إقليم دارفور بعد تداعيات حرب دامية لجأ فيها الرئيس السابق عمر البشير إلى تشكيل ميليشيا "الجنجويد" التي تطورت لاحقًا إلى قوات الدعم السريع المنشأة رسميا عام 2013.

ويقول مراقبون إن البرهان يتعرض لضغوط متزايدة من أنصاره الإسلاميين ومن أركان نظام البشير الذي أقام معهم علاقة نفعية للوصول إلى السلطة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار