إيلاف من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي الجمعة الى تكتل عربي اقتصادي وعمل مشترك لاحتواء الخلافات العربية وبارك الاتفاق السعودي الايراني ورحب بعودة سوريا الى الجامعة.
وشدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في كلمة بلاده خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ32 المنعقدة في جدة السعودية اليوم على أهمية العمل العربي المشترك من أجل احتواء الخلافات.. مباركاً الاتفاق بين السعودية وايران معتبراً انه خطوةٌ عمليةٌ دعمها العراق وعمل على تحقيقها باستثمارِ النوايا الطيبة من البلدين الجارين خدمةً لاستقرار المنطقة وازدهارها.
وشدد على أهمية العمل العربي المشترك من أجل احتواء الخلافات العربية العربية.
سوريا والسودان وليبيا واليمن ولبنان وفلسطين
ورحب السوداني الذي ستحتضن عاصمة بلاده بغداد مؤتمر القمة العربية المقبلة بدورتها الـ 35 "بعودة سوريا الشقيقة إلى مكانها الطبيعي وهي خطوة أكدنا عليها ودعمناها منذُ البدايةِ لاعتقادنا بأهميتها على طريق إعادة الاستقرار في المنطقة".
وأكد انه من واجب العرب أن لا يدعو السودان ينزلق إلى أتون الانشقاق والتناحر الداخلي.. مرحباً بالمبادرات الداعية إلى إنهاء الاقتتال هناك.
وأمل أن تنجح الجهود لتحقيق الاستقرار في ليبيا، مستبشراً "خيراً باستمرار محاولات تحقيق السلام في اليمن الشقيق" مجدداً وقوف العراق مع لبنان من أجل تجاوز ظروفه السياسية والاقتصادية.
كما شدد على موقف العراق الثابت والمبدأي إزاءَ الحقِّ الفلسطيني في الأرض والسيادة وبإقامة دولة عاصمتها القدس الشريف.
دعوة لتكتل اقتصادي
واعتبر السوداني التفاف العرب حول بعضهم ليس انعزالاً بل يزيدهم انفتاحاً على جيرانهم كعرب مجتمعين وكدول عربية منفردة.
ودعا الجامعة العربية إلى تطوير مناهجها نحو بناء تكتل اقتصادي "لتعزيز اقتصادياتنا واستثمار مواردنا المختلفة بأفضل وجه".
وأشار الى أن دولاً عديدة استطاعت بناء تكتلات اقتصادية ناجحة، وهي لا تملكُ عناصر مشتركة بين أعضائها "لذا يجب أن نتحرّى كلَّ زوايا الترابط والتكامل الاقتصادي بين بلدانِنا".
وبين السوداني أن بلاده ستستضيف مؤتمرات عدةً لوضع الحجر الأساسِ لمثل هذا التعاون منها مؤتمر (بغداد 2023) للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي.
طريق التنمية
وأضاف أن العاصمة بغداد تتهيأ هذه الأيام لاحتضان مؤتمر طريق التنمية وهو المشروعُ الواعدُ الذي سيعززُ الروابطَ والمصالح الجامعة لشعوبنا.
وقال إن ملف التغيّرات المناخية، وشحّ المياه، يتطلب عملاً عربيا مشتركاً في ضوءِ القوانين والأعراف الدولية لإيجاد حلول جذرية تخففُ من آثارها السلبية.
وحول المخدرات حذر السوداني من أن هذه الافة وما يوازيها من محاولاتٍ للتأثير الثقافي والقيمي تتطلب موقفاً عربيا حاسماً ينطلق من التكاتف والتعاون لمكافحتها.
القمة العربية 25 في بغداد
وعن مواجهة الارهاب قال السوداني "ان العراقيين تصدوا للهجمة الإرهابية التي لم تكن تستهدف العراق فحسب بل المنطقة والعالم وقدّموا التضحيات، والانتصار الذي حققناه يدفعنا للمضي قُدماً لبناء بلدنا.
وفي الختام دعا السوداني القادة العرب لعقد القمة العربية لعام 2025 في بغداد "التي تتطلع إلى احتضان الأشقّاء العرب في بلاد الرافدين".
السوداني متحدثاً الجمعة 19 مايو 2023 خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية المنعقد في جدة السعودية (مكتبه)
وكان السوداني قد دعا في مقال له الاربعاء الماضي الجامعة العربية إلى استراتيجية موحدةٍ تقرّب من الأواصر والأفكار بين العرب وتحتوي الخلافات بين الدول الأعضاء بما يحقق الهدف من ميثاقها ويعود بالنفع والسلام على الشعوب المنضوية تحت شعارها.
واعتبر أن هذه الاستراتيجية هي أقرب للتحقق من أي وقت مضى إذ تكتمل مقاعد الجامعة العربية بعد عودة سوريا لشغر مقعدها بدعم من بغداد مؤكداً أن الصورة العربية الممزقة التأمت وآن الأوان لأن يكون العرب اقدر على حل مشاكلهم الداخلية دون إملاء أو تدخل أجنبي.