: آخر تحديث
في بداية محاكمته في لاهاي

رئيس كوسوفو السابق هاشم تاجي يدفع ببراءته من جرائم حرب

28
22
25

لاهاي: أعلن الادّعاء في افتتاح محاكمة رئيس كوسوفو السابق في لاهاي الاثنين أن هاشم تاجي قاد حملة دامية ضدّ معارضيه السياسيين خلال حرب الاستقلال بين عامَي 1998 و1999 تسببت بمقتل أكثر من مئة شخص.

ودفع تاجي وثلاثة أعضاء نافذين في جيش تحرير كوسوفو ببراءتهم من ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية هم متّهمون بارتكابها، أمام محكمة خاصة في لاهاي.

وتجمّع متظاهرون في مدينة لاهاي للتعبير عن دعمهم لتاجي الموقوف في لاهاي منذ استقالته في العام 2020. والأحد، تظاهر آلاف الأشخاص في بريشتينا دعمًا للرئيس السابق والمتمردين السابقين.

دفع تاجي البالغ 54 عامًا والمحارب السابق في جيش تحرير كوسوفو، ببراءته في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 خلال مثوله مرة أولى أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو.

وقد انتخب تاجي رئيسًا لكوسوفو في العام 2016 لكنه استقال بعدما وجهت إليه هذه المحكمة التهمة إلى جانب ثلاثة مشتبه فيهم آخرين يحاكمون إلى جانبه.

ويشتبه في أن الرجال الأربعة ارتكبوا حوالى مئة جريمة قتل واختفاء قسري وتعذيب بين آذار/مارس 1998 وأيلول/سبتمبر 1999.

وقال الادّعاء إن تاجي والمتّهمين الآخرين فرضوا علانية حكمًا وحشيًا من السجن والتعذيب والقتل لإحكام قبضتهم على السلطة أثناء الحرب في كوسوفو وبعدها. وما زالوا يُعتبرون أبطال حرب في كوسوفو.

وقال المدّعي أليكس وايتينغ أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو والممولة من الاتحاد الأوروبي "لماذا فعلوا ذلك؟ ستُظهر الأدلّة أنه كان من أجل الوصول إلى السلطة".

وأضاف "نعتزم إثبات مئات حالات الاعتقالات في جميع أنحاء كوسوفو، في ظروف من الانتهاكات المروعة بشكل عام وأكثر من مئة جريمة قتل".

وأسفرت حرب كوسوفو بين القوات الصربية والانفصاليين الالبان المسلحين عن سقوط 13 ألف قتيل غالبيتهم من ألبان الإقليم. وانتهت عندما اضطرت حملة ضربات جوية شنتها الدول الغربية في ربيع العام 1999، القوات الصربية على الانسحاب.

"جانب مظلم"
ودفع هاشم تاجي (54 عامًا)، مرتديًا زيًا رماديًا وربطة عنق زرقاء، ببراءته مجددًا، كما فعل خلال مثوله للمرة الأولى في 2020 أمام المحكمة الخاصة بكوسوفو.

وقال الاثنين "أنا لست مذنبًا على الإطلاق".

ودفع أيضًا الناطق السابق باسم جيش تحرير كوسوفو يعقوب كراسنيكي، وهو أحد كبار حلفاء تاجي السياسيين، وقادري فيسيلي مسؤول الاستخبارات السابق في هذا الجيش فضلا عن إحدى الشخصيات البارزة فيه رجب سليمي، ببراءتهم الاثنين.

وأعلن إقليم كوسوفو استقلاله في العام 2008 وأصبح تاجي أول رئيس وزراء وأول رئيس له. ولقّبه نائب الرئيس الأميركي حينذاك جو بايدن بـ"جورج واشنطن كوسوفو".

لكن الاتهامات في ارتكابه جرائم خلال الحرب وبعدها لا تزال تلاحقه، بالإضافة إلى اتهامات الفساد في بلد حافظ فيه قادة جيش تحرير كوسوفو على دور مهم في الحياة العامة.

وقال أليكس وايتينغ "هؤلاء الرجال الأربعة كانوا بلا شك القادة الرئيسيين لجيش تحرير كوسوفو وتمّ الاحتفال بهم وتكريمهم بسبب ذلك (....) لكن كان لقيادتهم جانب مظلم".

وأضاف أنهم كانوا يعتمدون "سياسة واضحة وصريحة لاستهداف المتعاونين وأولئك الذين كانوا يعتبرونهم خونة".

ترهيب الشهود
كان معظم الضحايا من ألبان كوسوفو، بالإضافة إلى الصرب وغجر الروما.

وقال وايتينغ إن المدّعى عليهم "اضطهدوا أشخاصًا من شعبهم حتّى (...) في إطار حماسهم لاستهداف والقضاء على الأشخاص الذين كانوا يعتبرونهم معارضين لهم".

ولفت إلى أن الأساليب التي كان يعتمدها جيش تحرير كوسوفو "لم تكن سرّية أبدًا"، فالرسالة التي مفادها أن المعارضين السياسيين يشكّلون تهديدًا وجوديًا لجيش تحرير كوسوفو وللإقليم بقيت تتكرّر.

وأشار إلى أن المدّعى عليهم كانوا يتصرّفون بدافع "الخوف" من أن تخسر قضيتهم الانفصالية في النزاع و"كراهية" العدو.

ويواجهون ستّ تهم بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية وأربع تهم بارتكاب جرائم حرب بما فيها جرائم قتل وتعذيب وإخفاء قسري واضطهاد ومعاملة قاسية.

والمحكمة الخاصة بكوسوفو، التي تم تأسيسها في العام 2015، هي هيئة قضائية كوسوفية مؤلفة من قضاة دوليين ومكلفة التحقيق في جرائم ارتكبها جيش تحرير كوسوفو خلال الحرب وبعدها واستهدفت خصوصاً الصرب وغجر الروما ومعارضين في كوسوفو لجيش التحرير.

ويسود حاليًا "جو من ترهيب الشهود" في هذه المحاكمة بحيث يواجه بعضهم تهديدات، بحسب الادّعاء.

ولا تزال التوترات الدولية قائمة بشأن كوسوفو التي تعترف بها العديد من الدول الغربية على عكس بلغراد وموسكو.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار