تقول صحيفة Les échos الفرنسية إن تسريب المعلومات السرية الذي حدث مؤخرا، والذي كشفته وسائل الاتصال الاجتماعي لم يسبق له مثيل إلاّ قبل عشر سنوات مع قضية سناودن.
ويبلغ عدد الوثائق المتضمنة لهذه المعلومات مائة وثيقة جميعها تتصل بأسرار عسكرية في غاية الأهمية والخطورة. لذا تشعر الإدارة الأمريكية بحرج شديد إزاءها، خصوصا وأن هذه المعلومات جديدة تماما إذ يعود تاريخها إلى شهر فبراير-شباط، ومارس-آذار من العام الحالي.
وجزء كبير من هذه المعلومات يتعلق بالوضع العسكري في أوكرانيا. ومن المؤكد أن هذه المعلومات ستكون مفيدة وناجعة بالنسبة للجيش الروسي.
ولا تزال السلطات الأميركية تحقق يشأن تسريب هذه المعلومات. ويؤكد الخبراء أن الأمر يتعلق بملفات سرية وحسّاسة جدا، تتعلق بتقارير موجهة من المخابرات العسكرية التابعة للبنتاغون إلى السلطات السياسية في أعلى مستوى.
وفي ندوة صحفية، قال جون كيربي الناطق الرسمي باسم مجلس الأمن القومي، بأن تسريب المعلومات المذكورة أمر في غاية الخطورة لأنه سيسمح بالكشف عن أسرار خاصة بالسلطات العليا السياسية والعسكرية.
وتقول صحيفة "ليزيكو" إن هذه الوثائق تصف بدقة متناهية الوضع العسكري للجيش الأوكراني على ساحة المعركة، وتقدم تفاصيل عن أسلحته وعتاده.
وإذا ما كانت هذه المعلومات صحيحة، فإن الجيش الروسي سيستفيد منها مستقبلا لأنها ستوضح له التحركات المقبلة للقوات الأوكرانية. بالإضافة إلى كل هذا تشير المعلومات المذكورة إلى ما تعانيه القوات الأوكرانية من مصاعب تحيل دون تحقيق انتصارات كبيرة على أرض المعركة. كما تقدم هذه المعلومات كشفا دقيقا عن الفرق العسكرية التي وجهتها بعض دول الحلف الأطلسي لدعم القوات العسكرية الأوكرانية.
لذلك أدان بوتين ما سماه بـ"التدخل الغربي". ومن المؤكد أن هذه المعلومات تفضح أجهزة استخباراتية تعمل لصالح الولايات المتحدة الأميركية. كما تفضح المساعدات العسكرية التي قدمتها كوريا الجنوبية إلى أوكرانيا بطلب من الولايات المتحدة الأميركية.