كييف (أوكرانيا): أطلقت القوات الروسية الخميس وابلاً من الصواريخ على أنحاء عدّة في أوكرانيا، في قصف أوقع عن 11 قتيلاً و11 جريحاً على الأقلّ وتسبّب بانقطاعات في التيار الكهربائي، وذلك غداة إعلان واشنطن وبرلين عزمهما تزويد كييف دبابات ثقيلة.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء إلى تزويد بلاده بهذه الدبابات في أسرع وقت ممكن، فيما حذّرت وزارة الدفاع من أنّ القوات الروسية "المتفوّقة عددياً" في شرق البلاد "تكثّف" القتال.
وفي باخموت مركز المواجهات في شرق البلاد، أعربت طبيبة صباح الخميس لوكالة فرنس برس عن أسفها للتسويف الغربي بشأن الدبابات، معتبرة أنّ الضوء الأخضر "كان يجب إعطاؤه في وقت سابق ولكمية أكبر" من هذا العتاد النوعي.
وأضافت "لكننا بالطبع ممتنّون جدّاً لما حصلنا عليه".
وقُتل 11 شخصاً على الأقلّ وأصيب 11 آخرون بجروح في الضربات التي استهدفت في أوكرانيا، بحسب ما أفاد المتحدّث باسم أجهزة الإسعاف أولكسندر خورونيجي، الذي أشار إلى أنّ الضرر الأكبر وقع في منطقة كييف.
من جهته، أعلن القائد العام للقوات الأوكرانية المسلّحة فاليري زالوجني أنّ الدفاعات الجوية "دمّرت 47 صاروخاً عابراً، 20 منها قرب العاصمة" كييف، مشيراً إلى أنّ الروس أطلقوا إجمالي 55 صاروخاً من الجوّ والبحر الخميس.
كذلك، أعلنت أوكرانيا إسقاط 24 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع من طراز شاهد خلال الليل.
وقال وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو إنّ كييف ومناطق أخرى شهدت انقطاعاً "طارئاً" في التيار الكهربائي بعد "ضرب" مواقع الطاقة، بينما تحاول روسيا إحداث "فشل منهجي" في الشبكة الوطنية.
غير أنّ رئيس الحكومة الأوكرانية دينيس شميغال أكّد أنّ "الوضع لايزال تحت السيطرة".
وفي أوديسا (جنوب غرب)، أعيد التيار الكهربائي عند الساعة 13:00 ت غ في "المستشفيات" و"البنى التحتية الأساسية الأخرى في المدينة" رغم "الصعوبات"، حسبما أعلنت شركة الكهرباء الخاصة "دتيك".
ووقعت الضربات بالقرب من هذه المدينة الساحلية الرئيسية، قبل وقت قصير من وصول وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى تلك المنطقة في الصباح، لإجراء مباحثات مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا.
وبعد سلسلة انتكاسات في الميدان، بدأ الكرملين في تشرين الأول/أكتوبر بشنّ هجمات جوية ضدّ أوكرانيا واستهدف بشكل أساسي منشآت للطاقة.
وتأتي موجة القصف هذه غداة موافقة الولايات المتّحدة وألمانيا على تزويد أوكرانيا عشرات الدبّابات الثقيلة المتطوّرة، في قرار غير مسبوق خلال 11 شهراً من الحرب. وتنوي برلين تسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد 2" بين "أواخر آذار/مارس ومطلع نيسان/أبريل".
وشكر زيلينسكي حلفاءه، معتبراً أنّ هذه "خطوة مهمّة للنصر النهائي".
لكنّه أضاف أنّ "مفتاح" النجاح الآن هو "سرعة وحجم" عمليات التسليم، في الوقت الذي تطالب فيه كييف بمئات الدبابات حتى تتمكّن من البدء في استعادة الأراضي الواقعة تحت الاحتلال في الشرق والجنوب.
كذلك، طالب الرئيس الأوكراني بطائرات مقاتلة وصواريخ بعيدة المدى، وأسلحة يرفض الغرب تزويد أوكرانيا بها، خوفاً من إثارة تصعيد عسكري.
في غضون ذلك، اعتبر الكرملين الخميس أن قرار الدول الغربية إرسال دبابات لكييف يجعلها طرفاً في النزاع.
بيسكوف
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين إنّ "العواصم الأوروبية وواشنطن تدلي باستمرار بتصريحات مفادها أنّ إرسال أنواع مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الدبّابات، لا يعني بأيّ حال تورّطها في القتال. نحن لدينا رأي مختلف تمامًا بشأن ذلك. في موسكو، يُنظر إلى هذا الأمر على أنه تورط مباشر في النزاع وأنّ ذلك يزداد".
الخارجية الفرنسية
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر "لسنا نحن ولا أياً من حلفائنا في حرب مع روسيا"، مضيفة أنّ "تسليم المعدات العسكرية في إطار ممارسة الدفاع المشروع... لا يشكّل انخراطاً في الحرب".
ويأتي هذا التوضيح بعد تصريحات لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت فيها "نحن نقاتل في حرب ضدّ روسيا وليس في ما بيننا".
في الشرق "تحتدم المعارك"، بحسب ما قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار.
وأضافت أنّ القوات الروسية "متفوّقة عددياً" والقتال يحتدم في منطقة باخموت التي يحاول الجيش الروسي السيطرة عليها منذ عدة أشهر، وكذلك المنطقة المحيطة بفوغليدار التي تقع في جنوب غرب دونيتسك.
إضافة إلى ذلك، اعترفت أوكرانيا الأربعاء بأنّها اضطرّت إلى التخلّي عن سوليدار - شمال شرق باخموت - التي كان الروس قد أعلنوا أنهم استولوا عليها منذ أسبوع.
وقال ضابط يُطلَق عليه الاسم الحركي "ألكور"، إنّ "المعركة كانت صعبة" لأنّ عدد الأوكرانيين كان أقلّ.
وأضاف "نطلق النار مراراً وتكراراً، ولكن بعد خمس دقائق تتوجّه إلينا موجة جديدة من 20 عدواً"، مشيراً إلى أنّ "عددهم هائل. إنهم يرمون بجنودهم".
وفقاً لمعهد دراسة الحرب، يبدو أنّ روسيا تكثّف هجماتها على الخطوط الأمامية "لتفريق" القوات الأوكرانية من أجل "تهيئة الظروف لعملية هجومية حاسمة".