ايلاف من لندن : قبيل وصول وفد عراقي رسمي الى الولايات المتحدة في الاسبوع المقبل، تجري بغداد وواشنطن مباحثات تمهيدية حول أزمة انهيار الدينار أمام الدولار، والتداعيات الخطيرة التي أججت الاحتجاجات الشعبية.
فقد اجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد مباحثات مع السفيرة الاميركية في بلاده آلينا رومانوسكي، تناولت مُستجدّات الأوضاع السياسيَّة في العراق على مُختلِف الصُعُد، وأهمّية تعزير آليّات التعاون الثنائيّ بين بلديهما. كما ناقشا التحديات الأمنيَّة التي تواجه المنطقة بصورة عامة، بحسب ما أعلنت الخارجية العراقية في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
بحث الجانبان خلال اجتماعهما الليلة الماضية المواضيع المتعلقة بالبزيارة المُرتقبة التي سيجريها وفد عراقيّ إلى واشنطن في الثامن من الشهر الحالي برئاسة فؤاد حسين لبحث القضايا السياسيَّة والأمنيَّة والإقتصاديَّة. كما تبادلا وجهات النظر ووضع اللمسات الأخيرة حول مُحاور وجدول الأعمال المُكثف واللقاءات المُزمعُ عقدها مع جهات مُتعددة في الإدارة الأميركيَّة والتي تتعلق بأزمة الدولار وارتفاع سعره مقابل الدينار العراقي الذي يشهد انخفاضا امامه، ما ادى الى ارتفاع الاسعار في البلاد وخاصة الغذائية منها وأدى الى تأجيج احتجاجات وغضابا واسعا لدى المواطنين العراقيين بشكل اصبح يقلق حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
من جانبها، نوهت السفيرة الأميركيَّة إلى أنَّ بلادها "تولي هذه الزيارة المُهمة أهتماماً كبيراً، لاسيما أنَّها تأتي في وقت مُهم في تاريخ العلاقات الثنائيَّة بين بغداد وواشنطن"، وتُؤكِّد على تطوير الروابط بين البلدين، وأنها سوف تُناقش الأوضاع الحساسة التي تمرّ بها المنطقة" كما قال البيان العراقي.
بحث تقلبات سعر الدولار امام الدينار
كشف السوداني الثلاثاء الماضي أن وفدا عراقيا رفيع المستوى سيزور واشنطن في السابع من الشهر الحالي لبحث ملفات بينها تقلبات سعر الدولار أمام الدينار. وأشار في مقابلة مع قناة العراقية الرسمية الى عدم وجود أي نية لديه لزيارة واشنطن حاليا، منوها الى انها تخضع لعدة ظروف بحسب قوله من دون توضيح طبيعة هذه الظروف.
وقال إن حكومته سترسل وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن لبحث أكثر من ملف بينها تقلبات أسعار الدولار، مؤكدا السعي إلى اعادة أسعار صرف الدولار إلى السعر الرسمي المقر من البنك المركزي العراقي والبالغ 1460 دينارا مقابل الدولار الواحد، منذ إقرار حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بموافقة مجلس النواب اواخر عام 2020 تعديل سعر الصرف من 1182 إلى 1450 دينارا لكل دولار. لكن أسواق الصرف العراقية شهدت ارتفاعا كبيرا في سعره وصل الى 1470 دينار مقابل كل 100 دولار.
من المنتظر ان يجري وفد من البنك المركزي العراقي محادثات مع ممثلين عن البنك الفيدرالي ووزارة الخزانة الأميركية في تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة لمنع تهريب الدولار من العراق الى ايران. وقالت نرمين معروف، عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي، لوسائل الإعلام المحلية إن وفدا من البنك المركزي العراقي سيلتقي مسؤولين أميركيين في تركيا سيطلب منهم إعطاء المزيد من الوقت لبغداد لتنفيذ قواعد البنك الفيدرالي الأميركي في التجارة بالدولار.
قيود أميركية
نتيجة لاستمرار تهريب الدولار من العراق الى ايران الخاضعة لعقوبات دولية، اشترط الفدرالي الأميركي على البنوك العراقية الخاصة ملء نموذج رقمي لكل تحويل بالدولار والذي يتضمن جميع التفاصيل بما في ذلك وجهة الحوالة.
لكن العديد من البنوك الخاصة لم تسجل تفاصيلها في هذا النظام الإلكتروني وتحصل على الدولارات التي تحتاجها من سوق العملة السوداء في بغداد. ومنذ ثلاثة أشهر انخفضت قيمة العملة العراقية بأكثر من 10 في المئة من قيمتها مقابل الدولار بسبب تشديد الخزانة الاميركية على عمل البنوك العراقية. كما أعلنت واشنطن مؤخرا انها ستفرض عقوبات على 16 مصرفا عراقيا.
خلال السنوات الماضية، منحت الولايات المتحدة البنوك العراقية إعفاء لإعطاء الأموال لإيران مقابل ديونها على العراق لتزويده بالغاز والكهرباء والتي وصلت الى 4 مليارات دولار بطريقة يمكن استخدامها في الغذاء والدواء والسلع الأساسية الأخرى للشعب الايراني.
على الرغم من إطاحة محافظ البنك المركزي السابق وتعيين محافظ جديد مقرب من ايران قبل اسبوعين، ما تزال قيمة الدينار العراقي تواصل انهيارها أمام الدولار في البورصة العراقية الرئيسية في بغداد وفي بورصة اقليم كردستان الشمالي بأربيل، بسبب استمرار تهريب النقد الأجنبي الى ايران بطرق تلتف على العقوبات الدولية وقيود الخزانة الاميركية.