كان من المحتمل أن يؤدي الكشف عن عثور مساعدي جو بايدن على وثائق سرية، أثناء قيامهم بنقل الصناديق من مكاتب مركز الأبحاث التابع للرئيس الأمريكي ومقرها واشنطن، إلى صداع سياسي.
الآن سيزداد الإحراج عمقاً بعد العثور على حزمة ثانية في مرأب منزله في ديلاوير.
يمكن أن يتعرض بايدن أيضاً لخطر قانوني، على الرغم من قلة المعلومات المعروفة عن الوثائق والسبب في عدم تخزينها بشكل آمن في الأرشيف الوطني الأمريكي، كما يقتضي القانون.
يجري منتقدو بايدن بسرعة مقارنات بين الكشف الأخير والتحقيق الجاري في تعامل دونالد ترامب مع المواد السرية، بعد مغادرته البيت الأبيض.
فكيف تقارن الحالتان؟
اثنين من المستشارين الخاصين
يبدو أن كلا الرجلين أساء التعامل مع المواد السرية، وينظر مدعٍ خاص في ملف كل منهما، بشكل معمق، لمعرفة الأخطاء التي ارتكباها.
بموجب قانون السجلات الرئاسية، من المفترض أن تذهب سجلات البيت الأبيض إلى الأرشيف الوطني بمجرد انتهاء فترة الرئيس. تتطلب التشريعات تخزين هذه الملفات بشكل آمن.
- التليغراف: فضيحة وثائق بايدن السرية قد تكون أسوأ من فضيحة ترامب
- مطالبات بفحص سجل زوار بايدن بعد العثور على وثائق سرية
يبحث جاك سميث، المدعي العام السابق لجرائم الحرب، في سبب انتهاء المئات من الملفات في منزل ترامب في فلوريدا وما إذا كان فريقه قد عرقل جهود استعادتها.
وأُعلن يوم الخميس أن المدعي العام الذي عيّنه ترامب، روبرت هور، سينظر في قضية بايدن.
عدد ونوع وموقع الملفات
وفقاً للتقارير الإخبارية، عثر محامو بايدن الشخصيون على 10 وثائق سرية، بعضها يحمل علامة سري للغاية، مدرجة في صندوق مع مواد أخرى في خزانة بمركز بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية بجامعة بنسلفانيا.
وعثر على "عدد صغير" من الوثائق السرية في اكتشاف ثان داخل مرأب الرئيس بمنزله في ديلاوير.
في المقابل، عثر على أكثر من 325 ملفاً سرياً، منها ما هو سري للغاية، على مدار العام الماضي في منتجع ترامب مار إيه لاغو في فلوريدا.
وصنفت الوثائق التي اكتشفت في مكتب بايدن على أنها "معلومات حساسة ومصنفة"، وفقا لشبكة سي إن إن، مما يشير إلى أن المواد قد تتضمن بيانات عن أساليب ومصادر جمع المعلومات الاستخبارية. وبحسب ما ورد تضمنت الوثائق معلومات عن أوكرانيا وإيران وبريطانيا.
من بين مئات الوثائق الموجودة في مقر ترامب، صنفت مجموعة واحدة على أنها "معلومات حساسة ومصنفة".
أصول التحقيقات
اكتشف محامو بايدن الشخصيون الوثائق السرية أثناء مغادرتهم مكاتب مركز بايدن في واشنطن في 2 نوفمبر/تشرين الثاني. في صباح اليوم التالي، سلموا المواد إلى الأرشيف الوطني.
عثر على المجموعة الثانية في 20 نوفمبر/تشرين الثاني كجزء من تفتيش جميع ممتلكات بايدن من قبل محاميه.
الفجوة التي دامت شهرين بين اكتشاف بايدن الأول، قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي، والأخبار التي لم يعلن عنها إلا في يناير/كانون الثاني تثير أسئلة محرجة للرئيس حول الشفافية.
في حالة ترامب، بدأ الأرشيف الوطني الاتصال بمكتبه بعد التأكد من أنه لا يمتلك بعض السجلات البارزة من فترة رئاسته، مثل المراسلات مع كيم جونغ أون في كوريا الشمالية.
قدّم فريق الرئيس السابق بعض المواد للحكومة، بما في ذلك الوثائق السرية، لكن أمناء المحفوظات لم يجدوا أن فريق الرئيس كان متعاوناً بشكل كامل.
أدى ذلك إلى تدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي أوصل إلى مداهمة ملكية مار إي لاغو في أغسطس/آب، واكتشاف أكثر من 100 وثيقة إضافية.
الرد على الوثائق المفقودة
في الأيام التي أعقبت مداهمة مار اي لاغو، اتهم ترامب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بمتابعة تحقيق بدوافع سياسية في محاولة لمنعه من الترشح للبيت الأبيض مرة أخرى.
من جانبه، قال بايدن إن طريقة تعامل ترامب كانت "غير مسؤولة على الإطلاق".
والآن بعد أن تم اتهام الرئيس نفسه بإساءة التعامل مع المعلومات السرية، سرعان ما بدأ ترامب الهجوم.
"متى سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة العديد من منازل جو بايدن، وربما حتى البيت الأبيض؟" قال ترامب على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به.
قال بايدن إنه "فوجئ" بوجود وثائق حساسة في مكتبه السابق وأنه يتعاون بشكل كامل مع التحقيق.
بعد الاكتشاف الثاني كان دفاعياً تحت الاستجواب.
عندما سأله أحد المراسلين عن سبب الاحتفاظ بوثائق سرية إلى جانب سيارته الثمينة، أجاب بايدن "سيارتي كورفيت في مرأب مغلق. حسناً؟ لذا فليس الأمر كما لو أن الوثائق كانت في الشارع".
وأضاف: "الناس يعرفون أنني آخذ الوثائق السرية والمواد السرية على محمل الجد. كما قلت إننا نتعاون بشكل كامل مع مراجعة وزارة العدل".