تمكنت القوات الأوكرانية الجمعة الماضية من دخول مدينة خيرسون للمرة الأولى منذ احتلال القوات الروسية لها في مارس/ آذار الماضي.،
وكانت موسكو الشهر الماضي قد أعلنت المدينة عاصمة إدارية روسية لمنطقة خيرسون عقب الضم غير الشرعي لأربعة أقاليم أوكرانية إلى الاتحاد الروسي في سبتمبر/ أيلول الماضي.
في ذلك الوقت، زعمت روسيا أن أغلب سكان المدينة تقريبا دعموا ذلك التحرك. لكن بمجرد الوصول إلى المدينة الجنوبية المحررة، اكتشفت بي بي سي أن الناس في تلك المدينة يتنفسون الصعداء - بعد عدة أشهر خضعوا خلالها لإرهاب قوات الاحتلال - ويشعرون بالفخر لأنهم أصبحوا يستطيعون مرة ثانية رفع العلم الأوكراني دون خوف.
ووقف مواطن يحمل بوقا وينفخ فيه أعلى منصة أمام مجمع المباني الحكومية في وسط مدينة خيرسون، وعزف النشيد الوطني الأوكراني، وانضم إليه المارة أفرادا وجماعات يرددون كلمات النشيد.
ووسط حشد كبير من الناس، كان البعض يبكي بينما ترفرف الأعلام الأوكرانية في كل مكان، وتتدلى من بعض السيارات، وترسم ألوانها على الوجوه. وحتى الكلاب تحمل أعلام أوكرانيا في أطواق حول أعناقها.
وانتشرت لقاءات لم الشمل، التي ساد بعضها البهجة والأجواء احتفالية بينما سادت الدموع البعض الآخر، في أرجاء المدينة المحررة لينطلق الناس إلى رؤية أصدقائهم القدامى الذين لم يلتقوا بهم لشهور طويلة.
روسيا وأوكرانيا: بوتين لا يستطيع الهرب من تداعيات الانسحاب من خيرسون
روسيا وأوكرانيا: الكرملين يقول إن خيرسون أراضٍ روسية رغم الانسحاب منها
روسيا وأوكرانيا: استعدادات روسية لخوض "أعنف المعارك" في مدينة خيرسون
وقال يوري، أحد سكان خيرسون، إنه قضى حوالي 200 يوما في منزله ليكون بعيدا عن بطش القوات الروسية.
وقالت تاتيانا، متداولة في أسواق المال، إنه يوم الأحد الأول الذي تقضيه في غياب القوات الروسية، إنه الأحد الأفضل على الإطلاق.
روسيا وأوكرانيا: كييف تشكك بإعلان موسكو سحب قواتها من خيرسون
روسيا وأوكرانيا: احتفالات في خيرسون، لكن 'نهاية الحرب ما زالت بعيدة'
لكنها أثناء حديثها أخرجت هاتفها الذكي وفتحت صورة لابنها الذي يبدو أنه في حوالي العشرين من عمره بعد أن أوقفته القوات الروسية واعتدت عليه بالضرب لتسعة أيام. وعندما خرج من المستشفى، تمكن من الفرار من أوكرانيا. وأكدت تاتيانا أنهم أحرقوا جميع المستندات وحذفوا جميع الصور.
ويبدو أن الإحساس المسيطر على الناس هنا هو الوطنية والارتياح، لكن الحذر حاضر في المشهد هو أيضا مع خوف مما هو قادم.
وكان الناس في خيرسون ولا يزالون قريبين جدا من القوات الروسية لوقت طويل، لدرجة أنهم لا يستطيعون أن يخدعوا أنفسهم فيما يتعلق بالمتاعب التي قد يتعرضون لها في المستقبل.
فمن وقت لآخر، يُسمع دوي انفجارات يأتي من على أطراف المدينة، بعضها بسبب القصف بينما يأتي البعض الآخر من أعمال مهندسين أوكرانيين يفجرون الألغام والشراك الخداعية التي خلفتها القوات الروسية.
وفي السوق، كان بعض الأصوات تتمتم بحديث عن المتعاونين مع الروس. الناس هنا يريدون العدالة وينتظرون وصول الشرطة والمحققين إلى خيرسون وبدء العمل.
لكن أحد سكان المدينة لفت الانتباه إلى أن غياب العدالة ربما يعني أن يلجأ الناس إلى أخذ حقوقهم بأيديهم.